على صخرة الصمود الفلسطيني تتحطم وتندحر صفقة القرن

بقلم: علي ابوحبله

خيار المقاومة الشعبية السبيل الوحيد للتحرر والتحرير من الاحتلال والقدس عاصمة فلسطين

مع الذكرى السنوية الرابعة للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، «الجرف الصامد»، وما يتعرض له قطاع غزه من عدوان جديد متدحرج قد يفضي للتحضير لعدوان أوسع واشمل ضد قطاع غزه حيث التهديدات مستمره من قادة اسرائيل ضد قطاع غزه وفرض حصار محكم على غزه بعد اغلاق معبر كرم ابوسالم ومحاولات تجدد الجهود المصريه للتوصل الى رزمة حلول ضمن جهود القاهره لانهاء الانقسام الفلسطيني
تحضر من جديد مقارنة الواقع المتشكل في فلسطين والمنطقة بما كانت تسعى إليه إسرائيل قبل أربع سنوات، بل قبل عقود وهي تعود من جديد بعدوان جديد يحضر ضد الشعب الفلسطيني الذي ابدى بساله وصمود في وجه المخططات الصهيو امريكيه . فقد كان يفترض وفق الرهانات والمخطط الصهيو امريكي حينذاك، أن يكون اجتياح 1982 هو الضربة القاضية للمقاومة الفلسطينية، التي تمهّد لإخضاع الشعب الفلسطيني بعدما يصبح مهيَّأً بفعل هزيمة خيارات تلك المرحلة على أرض لبنان، للتسليم بأي صيغة تُملى عليه، ولو بما دون الحد الأدنى. وكان يفترض أن تكون الثمرة السياسية للهزيمة العسكرية في تلك المرحلة، وفق مشروع اليمين الإسرائيلي، فرض تسوية القضية الفلسطينية، على أساس أن الأردن هو الوطن البديل للفلسطينيين.

استند ذلك الرهان الصهيو - الأميركي إلى أن انسداد آفاق المقاومة أمام الشعب الفلسطيني وقياداته سيُقيِّد خياراته، ويدفعه إلى التسليم بالوقائع. ومع أن هذا الرهان حقق نتائج ما، في أوسلو، فإن الشعب الفلسطيني ومقاومته فاجآ إسرائيل وكل المتربصين بالقضية الفلسطينية، عبر انتقال ساحة النضال والمقاومة إلى قلب فلسطين المحتلة.
لقد تعزَّزت الثقة في الشعب الفلسطيني بخيار حق المقاومة المشروعة التي شرعت للإقليم المحتل حق مقاومة الاحتلال بكل السبل والوسائل التي شرعها القانون الدولي ، وبعدما ثبت بالتجربة أنها خيار بديل ومجدٍ في مقابل خيارات الخضوع والاستسلام المغلَّفة بالواقعية، التي يريد الآخرون حشر شعوب المنطقة عموماً، والشعب الفلسطيني خصوصاً، بينها. ودفعه للاستسلام تحت عناوين بقصد إرهاب الفلسطيني ونعت مقاومته الشعبيه المشروعة بالإرهاب
في هذا المجال، ينبغي التمييز بين تصوّرين: بين أن تنجح إسرائيل بفعل تفوقها العسكري في إحباط المقاومة العسكريه وإخضاعها، وبين خيار المقاومه الشعبيه التي يكسبها تاييد دولي ويحول دون تمرير سلطات الاحتلال لمخططها في مواجهة المقاومه الشعبيه وفضح ممارساته بالتصدي لشعب اعزل يطالب بحريته وتحرره من الاحتلال
وأن هناك من يسعى لان يقيد الشعب الفلسطيني بمقاومته الشعبيه ويضع القيد الذي يحول دون تحقيق المقاومة إنجازاتها التي يطمح إليها الشعب الفلسطيني وتنبع من داخل الصف الفلسطيني، ومن المحيط العربي. ولكل من هذين التصوّرين ما يترتب عنه من تقديرات وخيارات تتصل بالموقف من المقاومة والتسوية وتطورات البيئة الإقليمية.
في هذا المسار الهادف لتفعيل المقاومه الشعبيه وتطور اساليبها ، كان من الطبيعي أن تتواصل المساعي والمحاولات لتيئيس الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج من جدوى هذه المقاومة الشعبيه السلميه ، ومحاولات إخضاع الشعب الفلسطيني للاستسلام ، وتحديداً في الداخل بعدما بات ساحة المواجهة المباشرة الأساسية. ولهذه الغاية، تعددت الوسائل الإعلامية والسياسية والأمنية، العربية والإسرائيلية والدولية، ومنها الحروب المتتالية ضد الشعب الفلسطيني ومقاومته . ويأتي عدوان «الجرف الصامد» قبل أربع سنوات ضد قطاع غزة تتويجاً لسلسلة عمليات عسكرية سابقة، شكَّلت كل منها شاهداً على فشل التي سبقتها في تحقيق أهدافها. ورغم ذلك فان العدوان الاسرائيلي مستمر وبات يخشى من تدحرج التصعيد الاسرائيلي الاخير على غزه ليندرج ضمن مخطط جديد لجرف صامد جديد
هكذا، وفق اختبار النتائج التي ينبغي قياسها إلى ظروف الشعب الفلسطيني وتحديدا في الجغرافية والسكانية والإقليمية، وإمكاناته، يصبح صمود الشعب الفلسطيني هو السبيل الوحيد لمقاومة كل حلول الاستسلام ورفض المساومة على الحقوق الوطنيه المشروعه للشعب الفلسطيني وهذا امر يؤرق الاسرائيليين . ويصبح إصرار الشعب الفلسطيني على مواصلة النضال الذي يبتدع تكتيكاته ووسائله التي تذهل الاحتلال وتربكه، تعبيراً عن التصميم والاحتضان الشعبي الذي يلتف حول المقاومة الشعبية . كذلك، يصبح الردع غير المتكافئ إنجازاً فلسطينياً... وكثمرة لما تقدم، يصبح كل ذلك مزيداً من التحصين للقضية الفلسطينية، ومحطات في سياق تعزيز خيار المقاومة الشعبيه تأسيساً لتصاعدها واتساع نطاقها، في مواجهة الهجوم الصهيو امريكي والمنخرطين في الفلك الامريكي لصفقة القرن ، الذي يحمل هذه المرة عنوان «صفقة القرن» التي تستهدف تصفية قضية فلسطين، وشرعنة الاحتلال الصهيوني، وكجزء من خطة متكاملة لمواجهة العمق الاستراتيجي لفلسطين ومحيطها العربي وهذا ما يفسر أسباب إطلاق ھذه الحملات الاعلاميه (المدفوعة) ضد القیادة الفلسطينية والشعب الفلسطيني وحق مقاومته المشروعة في غزه وكامل الجغرافيه الفلسطينيه
بات مطلوب من الجميع وخاصة القوى والفصائل الفلسطينية ان ترقى في مواقفها لمستوى المسؤولية والتحدي ومواجهة الخطر الداهم الذي يستهدف القضية الفلسطينية والحقوق الوطنية ويتوج اليوم بهذا العدوان المتدحرج في غزه والاجراءات المتخذه ضد الشعب الفلسطيني بالقرارات التصعيديه وجميعها تهدف لمحاصرة الشعب الفلسطيني بتنا احوج ما نكون لحكومة وحده وطنيه تجمع الجميع على برنامج وطني يخرج الفلسطينيين من مازق الانقسام الداخلي ويوحد صفوفهم بانهاء حالة الانقسام وتوحيد الصف والجغرافيه الفلسطينيه ضمن استراتجيه وطنيه تقود لترتيب البيت الفلسطيني واجراء انتخابات رئاسيه وتشريعيه واجهاض مخطط تصفية القضيه الفلسطينيه المتمثله بصفقة القرن وقد اندحرت على صخرة الصمود للشعب الفلسطيني وثبات القياده الفلسطينيه على ثوابتها ومواقفها وترجم الموقف والقرار الفلسطيني رفض الرئيس محمود عباس ان تكون امريكا شريك في عملية ورعاية المفاوضات بين اسرائيل والفلسطينيين ورفض التعاطي مع مشروع ومقترحات صفقة القرن وهذا الموقف للرئيس عباس اجهض بالفعل والقول مخطط صفقة القرن للشرق الاوسط الجديد الذي سعت امريكا من خلال اللوبي الصهيوني لتحقيقها عبر سنوات مضت
المحامي علي ابوحبله