مونديال غزة أم الصبر والصبار

بقلم: أشرف نافذ أبو سالم

لو دخلت غزة مونديال عالمي للصبر والتحمل والتحدي لفازت على كل فرق العالم و على كل أقوياء العالم .
من انت يا غزة ؟؟ من شعبك كيف لكى هذا ؟؟
بالأمس غارت عليكِ طائرات الموت والدمار ، وانتِ في ظلمات الحصار والفقر المطقع ، انتِ حزينة مكسورة ، مشردة مكبوتة ، تنزفين دما وغلاً ، تكبتين جراحك ، بركانك يغلى ، ويفور .. من هجر الأحباء وقساوة الأبناء ومن غدر الأصدقاء غير شماته المنافقين ..
غزة انتصرت بالأمس .. بقوة وجباروت أهلها وشعبها .. غزة تعالت عن كل الهموم والشكوى غزة مستهترة بدولة العدوان الغاشم الصارم ، عدوان يبخ السم والموت على أطفال يلعبون في ساحة الكتيبة أو بجوار متنزة ..
غزة وشعبها الكبير العظيم ..لم تعطى للعدوان وعنجهيته أي اعتبار ، بل باشرت حياتها ، كيوم عادى .. أشرقت فيه الشمس، وهب نسيم البحر ليعانق الفلاحين والمزارعين وتجار الخضرا والفواكه ، الأمهات خرجن الى الأسواق ليتفقدن "السردين " ويفاوضن الباعة على أسعار البندورة الملتهبة ، والنساء الحوامل ذهبن الى عيادة الوكالة لمتابعة الحمل .
والأبناء منذ الصباح ،، خرجوا ليلعبوا في الحارات الكرة ، ويشاغبوا ، ويفرحوا ، كبار السن أفطروا وصلوا الضحى وتوجهوا الى مساجد الله ..وشباب توجيهي ما زالت فرحتهم كبيرة أمامهم مستقبل قريب وخاطرهم مُسعد بدعوات والديهم ..
يوم عادى ، وعدوان يهدد بقتل الجميع وقلب المعادلات ..
غزة أصبحت لا تنظر لمن يحاصرها ولمن يعتدى عليها .. غزة أكبر من رئيسها ومن حكومتها ومن فصائلها ومن الجميع .. غزة أكبر من كل من يقف في وجهها ..
غزة مدينة جميلة ، قوية تصنع حريتها بيدها ، وتشد من عزمها بقوة أبنائها وشعبها العاشق للحرية والكرامة ، العاشق للسلام والامان لكل دول العالم ، غزة تقدس الحب البشرى وتشارك العالم أفراحه ومناسباته "كسندريلا "الفتاة البسيطة المغلوبة على أمرها من قساوة وتعنت زوجة أبيها واخواتها غير الشقيقات ... ومن خدلان والدها .. ومن صراع اخوتها على الفانوس السحري الجميل ، هذا الفانوس الذى لوث الجميع وغير الأنفس ، لأنه فتنة ، ومتاع زائل ، لأنه اختبار خطير مهلك جالب للنحس وضيق العيش ، فانوس أصله من قعر جهنم ، صنعه الشيطان ليغوى بنى أدم ليغوى عباد الله ويغوى هابيل وقابيل .. ولكن غزة أقوى من الشيطان ومن أتباعه و أقوى ممن غوى وتاه في متاهة الفانوس ..
غزة مازالت تعيش أيامها بكل تفاصيلها ،لتصنع حريتها يوما ما قادم لا محالة ، فالحرية حب وعشق وتراب وسماء في غزة ..

أشرف نافذ أبو سالم