غادرت عالمنا الى دار الخلود والبقاء الباحثة والمحاضرة والشخصية النسوية الرائدة د. ماري توتري، بعد معاناة مع مرض العضال، الذي قاومته بشجاعة فائقة، وبعد مشوار حياة نيرة زاخرة بالعطاء والنشاط والانجازات والتفاني في خدمة مجتمعها ورسالة التربية والعلم والثقافة.
د. توتري هي استاذة حاصلة على الدكتوراة في العلوم السياسية، ومحاضرة في علم الاجتماع والمدنيات في كلية اورانيم وجامعة حيفا.
أشغلت مدرسة للغة الانجليزية بمدرسة هشام أبو رومي في طمرة لمدة ٢٦ عامًا، ومنصب رئيسة قسم المدنيات في كلية اورانيم لاعداد المعلمين، ومحاضرة في قسم الاعلام بجامعة حيفا، وعضوًا في العديد من الأطر ومؤسسات المجتمع المدني.
امتازت الراحلة د. ماري توتري بذكاء وقاد، وبصيرة نافذة، وهمة وعزم وارادة، وانشغلت بالقضايا التربوية والتعليمية والاجتماعية والثقافية، وتطوير المجتمع المدني والمشهد التعليمي العربي، وجاء رحيلها في الصميم.
وبرحيلها يفقد مجتمعنا العربي وتخسر الحياة الثقافية والاكاديمية باحثة جادة عميقة، ومحاضرة لامعة، وشخصية لم تضع حدودًا للعطاء المتلاصق برؤية بعيدة المدى لمشروع مدني وحضاري شامل، ومثقفة كرست حياتها من أجل ترسيخ هويتنا الحضارية والفكرية والثقافية، ولعبت دورًا اجتماعيًا وتربويًا ووطنيًا وثقافيًا رياديًا، وجمعت في شخصيتها أسمى المعاني والخصال الانسانية، الهدوء والوقار والطيبة والدماثة والخلق الحسن والاناقة والجمال الشخصي والروحي.
فلتلهلج قلوبنا بالدعاء للفقيدة الراحلة الدكتورة ماري توتري بالرحمة والغفران، والسنتنا بالثناء على جهودها الخيرة والاعجاب بسيرتها الحياتية وفكرها النير وشخصيتها الانسانية المميزة، وهي دعوة للاقتداء بتعاليمها، والسير على نهجها وطريقها المشرق بما خلفته من أبحاث وأفكار وطروحات يفخر بها شعبنا.
وداعًا د. ماري توتري وسلامًا لروحك، وطاب ثراك.
بقلم/ شاكر فريد حسن