يخشى الاحتلال الصهيوني دوما من وسائل الإعلام، والتي تمثل خطورة كبيرة على مشروعه الاحتلالي الصهيوني على أرضنا المبارك؛ ويدرك الاحتلال الدور الكبير لوسائل الإعلامي في فضح جرائم الاحتلال بحق أرضنا وشعبنا الفلسطيني، حيث تضع الدولة العبرية وسائل الإعلام في بؤرة الاستهداف، وتواجه الإعلاميين بالنار والرصاص بهدف طمس الصورة وتشويه الحقيقة ومنع الكاميرات من نقل المجازر والجرائم الصهيوني .
وقد قدمت الحركة الصحفية الفلسطينية عشرات الشهداء الإعلاميين، ومئات الجرحى خلال تغطية جرائم الاحتلال بحق شعبنا، ويكفي أن نذكر أن سلطات الاحتلال الصهيوني قتلت خلال مسيرات العودة اثنين من الصحفيين هما ياسر مرتجى وأحمد أبو حسين حيث استهدفهم رصاص الاحتلال بصورة مباشرة رغم أنهم يرتدون السترات الصحفية المكتوب عليها (press )، كما تعرض أكثر من 180 صحفيا للإصابة خلال تغطية مسيرات العودة منذ انطلاقها نهاية آذار/مارس الماضي.
حديثا ضمن الحرب على الإعلام الفلسطيني قامت سلطات الاحتلال الصهيوني بحظر عمل قناة القدس الفضائية ومنع عملها في الأراضي المحتلة عام 1948م ومدينة القدس المحتلة، بموجب قرار ( إسرائيلي ) صدر عن وزير الدفاع في حكومة الاحتلال (أفغيدور ليبرمان) تحت ما يسمى قانون ( مكافحة الإرهاب) من العام 2016م ؛ حيث قامت دولة الاحتلال بتصنيف نشاطها وعملها على أنه (إرهابي ) لذا أصدرت أوامر حظر القناة وإغلاق مكاتبها في القدس وأراض عام 48 كما تُخضع سلطات الاحتلال مراسل القناة الصحفي أنس موسى، ومدير شركة الإنتاج "البشير برميديا" إياد النائل للتحقيق.
ويرى الكاتب أن قرار الحظر الإسرائيلي على عمل قناة القدس يعبر على عنصرية ونازية وفاشية دولة الاحتلال في تعاملها مع وسائل الإعلام بهدف إخراس الحقيقة، وطمس الصورة، ومحاصرة حرية الرأي والتعبير، بهدف حجب الحقيقة وتغييب الرواية الفلسطينية التي تزعج الاحتلال الإسرائيلي، وهو بمثابة جريمة جديدة بحق الإعلام يندرج ضمن حرب الاحتلال على الصحفيين ووسائل الإعلام الفلسطينية.
ويشدد كاتب المقال على أن تغطية، ومتابعات قناة القدس الفضائية للأحداث اليومية في مدينة القدس وأراضي عام 48 قد أزعجت الاحتلال الصهيوني وأقضت مضاجعه؛ لذلك أراد أن يعاقبها من خلال إصدار قراره بحظر عملها، فيما تعرضت قناة القدس قبل ستة أعوام خلال العدوان الإسرائيلي عام 2012م للاستهداف الإسرائيلي المباشر مما أدى إلى إصابة الصحفي خالد الزهار وبتر ساقه وعدد من الصحفيين ..
ويؤكد الكاتب على أن قناة القدس الفضائية ركزت في عملها على القضايا الوطنية مثل (الإنسان، الأرض، اللاجئين، القدس والأسرى، والشتات)، وابتعدت القناة في عملها عن المناكفات السياسية والحزبية ورسخت قيم ومفاهيم وطنية ونبشت في الذاكرة والتاريخ الفلسطيني عن الأرض والهوية والجذور الفلسطينية، والتزمت في نهجها وسياساتها التحرير الثوابت والحقوق الفلسطينية.
إن قناة القدس الفضائية ستواجه قرار الاستهداف (الإسرائيلي ) بكل حزم وقوة لن يفت من عضدها وستواصل رسالتها وعملها الإعلامي في كشف وفضح ممارسات وإرهاب الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني في القدس وأراضي 48، ونقل صمود وإبداع شعبنا في مقاومة الاحتلال الصهيوني .
إن القرار الإسرائيلي حظر عمل قناة القدس يأتي ضمن سياق ممنهج لمنع الحقيقة وطمس جرائم الاحتلال بحق أبناء شعبنا وآخرها محاولة تصفية وجود التجمعات البدوية وتهويد منطقة الأغوار التي تشكل نحو ربع مساحة الضفة الغربية، ومواصلة تهويد وابتلاع مدينة القدس وبناء الكتل الاستيطانية فيها، كما يهدف لمنع نقل ما يحدث في باحات المسجد الأقصى من جرائم قطعان المستوطنين ومواصلة اقتحامات باحات المسجد ومواصلة تهويد الأقصى .
إن سياسة الاحتلال الصهيوني تجاه الإعلام الفلسطيني ومؤسساته تأتي في سياق إخفاء الحقيقة وفضح سياسات وجرائم الاحتلال القمعية بحق الصحفيين وهي سياسية إسرائيلية ممنهجة ضد الإعلام الفلسطيني .
إن العتب الكبير على الاتحاد الدولي للصحفيين ومنظمة مراسلون بلا حدود والمؤسسات الأممية الحقوقية لعدم تدخلها لوقف هذا الحظر وإجبار الاحتلال الصهيوني باحترام حرية الإعلام والتعامل معه وفقا للمعاهدات والاتفاقيات الأممية والعمل على حماية الصحفيين من بطش الاحتلال وجرائمه.
إن فضائية القدس منذ البداية حملت الهم الفلسطيني ورسمت بعملها الإعلامي المتميز روح فلسطين والقدس في عالمنا العربي والإسلامي وركزت على لكثير من القضايا والهموم وركزت بتغطيتها على القدس والمسجد الأقصى وتميزت على كافة الفضائيات العربية بتركيزها على ما يحدث في القدس كما إنها تنوعت في برامجها التي رسخت الكثير من المفاهيم الغائبة والمنسية في القضية الفلسطينية ..
كل التحية والتقدير لفرسان فضائية القدس على جهودهم الكبيرة وعمله المتواصل لخدمة القدس والقضية الفلسطينية .. فضائية القدس قدمت خلال مسيرتها الإعلامية ثلة من الشهداء الأبرار وهم الشهيد محمد حرزالله والشهيد بلال ديبة والزميل محمد بلبل والزميل شادي مشعل رحمهم الله و لا ننسى الزميل الصحفي الجريح خضر الزهار وكافة الزملاء الأبطال في فضائية القدس ... وستبقى القدس موعدنا ..
بقلم / غسان مصطفى الشامي
إلى الملتقى ،،