وقفة الرشيدية بدعوة من حركة فتح ومنظمة التحرير الفلسطينية بحضور اعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية عزام الاحمد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير عضو اللجنة المركزية لحركة فتح ، والدكتور واصل ابو يوسف عضو اللجنة التنفيذية والامين العام لجبهة التحرير الفلسطينية، والدكتور احمد ابو هولي عضو اللجنة التنفيذية رئيس دائرة شؤون اللاجئين ، وحضور السفير الفلسطيني في لبنان اشرف دبور وقادة الفصائل الفلسطينية والاحزاب والقوى الوطنية والاسلامية اللبنانية ، شكلت استفتاء بمواجهة صفقة القرن ومبايعة للشهداء والجرحى والاسرى وللرئيس محمود عباس وللشرعية الفلسطينية ولمنظمة التحرير الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني في كافة انحاء تواجده.
ان هذه الوقفة والتي اتت بعد زيارة وفد اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية لسوريا كانت ردا على المؤامرات التي تحاك ضد القضية الفلسطينية ، كما هي الرد الوحيد على كل من راهن على المشاريع التأمرية ، وان الوحدة الوطنية الفلسطينية التي تجلت في الوقفة ورفع رايات الفصائل الفلسطينية وخاصة حركة فتح وجبهة التحرير الفلسطينية والعربية وحزب الشعب والنضال والديمقراطية هي الرد القاطع الجامع بأن الوحدة هي السلاح الامضى في مواجهة الاحتلال .
وعندما نرى تكاتف الرايات وتنوعها ، نقول للبعض ان جبهة التحرير الفلسطينية التي وقفت في كل الاوقات والظروف الصعبة الى جانب المشروع الوطني ومنظمة التحرير لا يمكن الا ان تكون في هذا الخندق ، لأن منظمة التحرير جبهة وطنية واعتبرت نفسها جزءاً أصيلاً منها ومن برنامجها الوطني في العودة وتقرير المصير والدولة المستقلة وعاصمتها القدس ، وناضلت في المؤسسات الفلسطينية لمنظمة التحرير الفلسطينية ، واكدت على تمسكها بخيار المقاومة بكافة اشكالها هو حق للشعب الفلسطيني وهذا ما قررته الشرعية الدولية ، لتنفيذ هذه الرؤيا الوطنية الفلسطينية ، كما شددت على اهمية عقد مؤتمر دولي كامل الصلاحيات ، وبحيث تكون م . ت . ف الممثلة الوحيدة للشعب الفلسطيني وبرعاية دولية وليست أمريكية فقط هو الإطار الممكن للتسوية.
في ظل هذه الاوضاع نقول ان جبهة التحرير الفلسطينية ناضلت في مختلف المحطات الوطنية الفلسطينية من أجل الوحدة الوطنية ومن أجل الشراكة الوطنية وحماية منظمة التحرير الفلسطينية، واعتبرت أن من يريد إنهاء الاحتلال للأرض والشعب الفلسطيني عليه أن يتوحد وفق البرنامج السياسي والأسلوب النضالي المشترك في كل محطة . وهذا لا ينفي ولا يلغي أي موقف لأي طرف كان ما زال ملتزماً بمنظمة التحرير الفلسطينية كإطار وطني وممثل شرعي وحيد للشعب الفلسطيني ، وملتزماً برنامجها بالعودة وتقرير المصير والدولة المستقلة وعاصمتها القدس ، لهذا فأن رفع الرايات يرسم اليوم خارطة جديدة في العلاقات الداخلية الفلسطينية ويضع النقاط على الحروف لكل
من يجهل قيمة الوحدة الوطنية الفلسطينية , ويوجه ضربة كبرى لكل من لا زال يراهن على الانقسام .
وفي ظل كل الاوضاع بقي الشهيد القائد الامين العام ابو العباس مشبكاً يده بيد الرئيس الراحل ياسر عرفات ، متمسكا بوحدة منظمة التحرير الفلسطينية باعتبارها الكيان السياسي للشعب الفلسطيني وممثله الشرعي والوحيد، ولم يسمح بالمساس بالوحدة الوطنية او بمنظمة التحرير الفلسطينية ،رغم الضغوط والمغريات التي كانت تسلط على جبهة التحرير الفلسطينية من أكثر من طرف ، الا أن جبهة التحرير الفلسطينية كانت ولا زالت تعتبر الدفاع عن المنظمة من الخطوط الحمراء التي لا يجب أن تمس.
من هنا نقول لقد قدمت جبهة التحرير الفلسطينية القادة وفي مقدمتهم الأمناء العامون للجبهة والقادة والمناضلين ، دفاعاً عن البرنامج الوطني ودفاعاً عن منظمة التحرير الفلسطينية في الوطن والمهاجر وفي نضالها اليومي ضد الاحتلال ، وهي التنظيم الذي يستشهد أمينه العام في معتقلات الاحتلال الامريكي الصهيوني في العراق ، فهذه هي جبهة التحرير الفلسطينية ما زالت على ذات الدرب .
في الآونة الأخيرة حدث لغط حول مشاركة الجبهة في الوقفة التضامنية في بيروت والرشيدية حول حشد ورايات الجبهة ، ونحن نقول لمن يستهويه هذا اللغط ، ويستهويه الانخراط فيه ، أن جبهة التحرير الفلسطينية كانت وستبقى عضواً فاعلاً في منظمة التحرير الفلسطينية وفي النضال الوطني الفلسطيني ، ومن أجل الهوية الوطنية للشعب الفلسطيني ولا يحق لأحد كان من أن يمس هذا الوضع من قريب أو بعيد.
من هنا كانت كلمة الاخ عزام الاحمد تاكيدا على الوحدة الوطنية الفلسطينية على أساس البرنامج الوطني المشترك، برنامج المجلس الوطني الفلسطيني ، وهو يفتح جسورباتجاه مصالحة وطنية على قاعدة حماية منظمة التحرير الفلسطينية وتعزيز دورها كقاعدة للشعب الفلسطيني بروح نضالية وسياسية عملية وملموسة ، في سياق المصلحة الوطنية العليا لشعبنا.
وبالنتيجة نعتقد بأن التصدي لصفقة القرن والمؤامرة الامريكية الصهيونية تتطلب وحدة الجغرافيا الفلسطينية لافشال مؤامرة شطب وانهاء هوية الشعب الفلسطيني الوطنية.
في الختام كل التحية للسواعد التي وقفت في وقفة مخيم الرشيدية من نساء ورجال وشباب وشابات وعائلات الشهداء ، ولكل طفل وزهرة هؤلاء جنرالات العودة والحرية والاستقلال وعناوين البقاء المغروس بعمق الارض .
بقلم/ عباس الجمعة