عواد وتركة الوطن

بقلم: أشرف نافذ أبو سالم

تربى عواد على حب الوطن ومقولة أن الوطن للجميع
جهز حقيبته وذهب الى المدينة .. ليشارك الكبار في مواقعهم لبناء الوطن ..
دخل القاعات والمسارح وجال بين الأثار والمقاهي والجامعات والصالونات الأدبية والفكرية
التصق بموائد الفقراء وشاركهم الفول والفلافل ..
زار التجار والعمال والجنود والأطباء والمعافى والعليل .
أصبح لديه ثقافة ووعى وإدراك وفهم وتحيل مسؤول ..
تقدم للوظيفة وأشبع سيرته الذاتية بالعلم والشهادات والخبرات والتوصيات .
بدا حياته المهنية كقائد شجاعاً مصقول .
حدثت أزمة بين الكبار وأصبح الموت والفوضى والدمار يحيط بكل حي وحيوان وأشجار
انهارت أعمدة البرلمان ، وسقطت الحكومة وضاع العقد بين الشعب والكبار ، وقصفت المباني والامكنة وحوصرت العباد والديار ..
أنحسك أصاب وجلب كل هذا الدمار يا عواد ؟؟!!
أم فرحتك على الوظيفة والبدلة وربطة العنق الزهرية ؟؟ هي اُس البلاء ؟؟ أم حب الدنيا والافتخار ؟؟
تباً لك عواد وتباً لربع دولة، لم تعرف يوماً الازدهار !!
عٌد عواد الى قريتك ،،واركب حمارك وأمشى بين الحقول والأزهار ..
هذا هو القرار..
عاد عواد الى قريته ،، فوجد أبوه قد تزوج غانية وطلق أمه بعد سن السبعين وباع كل الأطيان ،، وباع كل الأمتار ..
وجد اخوته قد غير الزمان أشكالهم ،، وألوانهم وتعبيراتهم واهتماماتهم ..
والأصدقاء منهم من هرب وطار ومنهم من هلك أو غار ..
طرده أبوه وقال له: لم يعد لك عندي شيئاً .. يكفى اننى ربيتك وعلمتك وصرفت عليك مال كالأمطار ..
لم يجد عواد أحداً .. أعمامه أصبحوا شياطين أشرار .. وبين عائلته واخواله ألف مصيبة وثائر
افتقد حماره ، فتوجه اليه ،، يشكى حاله ويبلل عيونه بقليل من الدموع ويقدم الأعذار ..
رفسه الحمار وقال له : تركتني واستغنيت عنى وبعدك قل الشريف ومٌسح بكرامته الأرض الشجاع المغوار ..
كانت الدنيا بين يديك و خرت أمامك راكعة تنهار .. فلم تنتهز الفرصة ولم تبع القيم والمبادئ والأفكار ؟؟
لو فعلت لاستقامت حياتك وعلت كلمتك وسطع نجمك وأصبحنا نراك في الأخبار ..
أنت منحوس يا عواد..
ألم تعلم أن للوطن تجار باعوه وسرقوه
والموت نهاية من صدق أن الوطن للجميع وله في السماء جنات خلد وأنهار ..
اخلع بدلتك ،، واهرب..
فهنا لن يسمحوا لك أن تركب حتى ظهر حمار ..

أشرف نافذ أبو سالم