يكثف الصهاينة وقطعان المستوطنين هذه الأيام اقتحامات باحات المسجد الأقصى المبارك، وذلك لتأدية صلواتهم التلمودية احتفالًا بما يسمونه "ذكرى خراب الهيكل"؛ فمنذ بداية الأسبوع الجاري اقتحم قطعان المستوطنين بالمئات الباحات المقدسة وسط حراسات مشددة من جيش الاحتلال، واعتداءات على المرابطين في المسجد الأقصى واعتقالهم وطردهم من باحات الأقصى، وأدى المستوطنون صلواتهم التلمودية في مقبرة باب الرحمة، قُبالة الباب الذهبي المغلق في سور المسجد الأقصى، وأغلق الاحتلال عددًا من الشوارع الخاصة في محيط البلدة القديمة، بهدف تسهيل اقتحام القدس القديمة للمستوطنين، والتوجه إلى باحة حائط البراق، لإقامة صلواتهم التلمودية في الذكرى المزعومة.
وقد دعت ما تسمى "منظمات الهيكل المزعوم" المستوطنين إلى أوسع مشاركة في اقتحامات المسجد الأقصى طيلة الأسبوع الجاري، تزامنًا مع ما أطلق عليه ذكرى "خراب الهيكل"، في حين تشرف شرطة الاحتلال على تأمين الحراسات المشددة لقطعان المستوطنين، بالاعتداء على المرابطين المصلين في المسجد وطردهم من باحات الأقصى، حتى لا يتصدوا للمستوطنين ويمنعوهم من دخول باحات المسجد الأقصى.
إن المسجد الأقصى في خطر كبير وسيسعى الصهاينة من وراء تكثيف هذه الاقتحامات إلى تنفيذ مخططات التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى، وفرض السيطرة الإسرائيلية على الأقصى بدعم ومساندة كبيرين من حكومة المستوطنين التي تحكم الكيان .
إن تشديد الاقتحامات لباحات المسجد الأقصى، واستغلال الصهاينة المناسبات الكاذبة دليل كبير على الأطماع اليهودية في السيطرة الكاملة على القدس والمسجد الأقصى، ودليل على المضي قدمًا في تنفيذ مخططات التهويد والتقسيم للأقصى، إذ ترافق حملات الاقتحامات اليومية اعتداءات وتضييق الخناق على المصلين والمرابطين في باحات المسجد الأقصى المبارك، وأهالي البلدة القديمة، في ظل استمرار مصادرة الأراضي لمصلحة المخططات الاحتلالية التهويدية.
القدس والمسجد الأقصى يئنان ويصرخان من جرائم الصهاينة ومواصلة تدنيس وتهويد الأقصى، دون أن يسمع الأنين والصراخ بنو جلدتنا العرب والمسلمون الذين يغطون في سباتهم العميق، أشغلتهم مشاكلهم وهمومهم الداخلية في الاقتتال على الحكم والمناصب، ونسوا القدس والمسجد الأقصى.
انشغال العالم العربي والإسلامي بمشاكله الداخلية يشجع الصهاينة على المضي في تنفيذ مخططات تهويد القدس والأقصى، التي يواجهها أهل القدس والمرابطين هناك بكل قوة، يواجهونها بأرواحهم وأجسادهم، ويقدمون الغالي والنفيس من أجل القدس والمسجد الأقصى.
الرسالة إلى أمتنا العربية الإسلامية: القدس في خطر، كفانا تقاعس عن نصرة القدس، كفانا نوم عن نصرة القدس، ماذا ننتظر؟!، حتى يهدم الأقصى؟!، حتى تدمر وتقتلع أساساته؟!، لابد من التحرك والتحرك العاجل من أجل حماية القدس والأقصى من جرائم الاحتلال الصهيوني، والوقوف في وجه المخططات التهويدية الشرسة.
يجب على أبناء أمتنا الإسلامية العربية الالتفاف حول مسرى رسولنا، وحمايته من أعداء البشرية والإنسانية، وعلى أهلنا في الضفة المحتلة ومناطق الـ48 والاحتشاد الدائم على مدار الساعة في باحات المسجد الأقصى المبارك، من أجل الوقوف في وجه قطعان المستوطنين، ومنعهم من تدنيس باحات المسجد الأقصى المبارك .
لن يقف أبناء شعبنا والمرابطون في القدس والأقصى مكتوفي الأيدي أمام هجمات قطعان المستوطنين، ولن ننتظر أحدًا من العرب النائمين، بل سنتصدى لهم بصدورنا وأرواحنا، فداءً للقدس والأقصى مسرى الرسول الأعظم محمد (صلى الله عليه وسلم) ومعراجه إلى السماء.
إلى الملتقى ،،
قلم/ غسان مصطفى الشامي