ما أقدم عليه الكيان الصهيوني العنصري الاحتلالي الإحلالي من اعتماد مجلس كنيسته قانون قومية الدولة ، ليس بالغريب ولا وليد الصدفة ، فهو يتناغم مع ما تم أمريكياً بالاعتراف بالقدس العاصمة الموحدة للكيان العبري ، وينسجم مع ما سيعلن عنه فيما يطلق عليها صفقة القرن التي تُعنى عملياً بتصفية القضية الفلسطينية وإلغاء الوجود الفلسطيني على الأرض الفلسطينية.
وأنا هنا لست بوارد تبيان مخاطرها لأنها تتعدى الوجود الفلسطيني للوجود العربي والإسلامي برمته. وما كان لليمين الصهيوني المتطرف الإقدام على هكذا خطوة لولا الضوء الأخضر الأمريكي الذي وفق اعتقادي طالبه باعتمادها لآنها تتماهى مع ما سيعلن عنه ترامب في القريب العاجل من نصوص صفقته العبثية.
فالقاصي والداني يعلم أنه منذ احتلال الضفة وقطاع غزة لا أحد في هذا الكون يعيش الواقع الفلسطيني المأساوي الذي أسهم فيه الواقع العربي المتردي حيث لا قداسة ولا كرامة لحياة الإنسان في عالمنا العربي والإسلامي جراء هذا الواقع المتهالك والمنهك والخائر القوى ..
وأمام المخاطر المحدقة بالقدس والقضية الفلسطينية جراء العبث الصهيو أمريكي لا بد من العودة للعمق العربي والإسلامي لتشكيل درع قوي يضيق الخناق دبلوماسيًا وسياسيًا على الاحتلال والعبث الأمريكي.
والمطلوب الآن من السلطة الفلسطينية دولياً وعريياً وإسلامياً وضع النقاط على الحروف ومجابهة ما أقدم عليه الكنيست - مجلس تشريع القوانين الصهيونية – بالقيام أولاً بإنهاء الإنقسام بين شطري الوطن ومن ثم الترتيب لحوار بناء للتقريب في وجهات النظر حول المسائل الخلافية منذ لاعتراف بالكيان الصهيوني فلسطينياً ومشروع أوسلو التصفوي وغيرها . . ومن ثم وضع الترتيبات للبيت الفلسسطيني وباقصى سرعة أولاها البدء وبترتيب مع الدول العربية والإسلامية ودول الأمم المتحدة الأخرى بعمل إحصاء شامل للفلسطينيين في فلسطين والشتات ومنح الجميع أرقاماً وطنية فلسطينية والمطالبة بتطبيق قرار التقسيم رقم (181) وليس بحدود عام 1967، ومنح القانون الدولي وليس طاولة التفاوض الدور في إدانة إعلان الكيان الإسرائيلي دولة يهودية ومنع تنفيذه على أرض الواقع وإفشال ما تسعى إليه الإدارة الأمريكية الإعلان عنه في صفقة القرن المنحازة بالكامل للمطالب الصهيونية المتطرفة.. والبدء الفوري عبر الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي بتوضيح معنى يهودية الدولة وآثارها السلبية على المجتمع الإنساني برمته وعقد حوار على المستوى العالمي لإظهار مخاطرها وتداعياتها. و الاستعانة بالجاليات العربية في شتى أنحاء العالم خاصة في أمريكا لفتح حوار مع مؤسسات صنع القرار وخاصة الكونجرس الأمريكي والجماعات الموالية والمناصرة للفلسطينيين لتوضيح خطورة طرح الدولة اليهودية على الفلسطينيين والعالم وتشكيل حكومة فلسطينية تتجاوز مختلف الخلافات الفكرية وتحول نهج السلطة الوطنية الفلسطينية من التفاوض إلى المقاومة لتكون فيها رافعة وحاضنة للمشروع الوطني و سلطة مقاومة لإنهاء الاحتلال ومقاطعته داخلياً وخارجيا، وملاحقته قضائياً على ما يرتكبه من مخالفات ومجازر في المحاكم الدولية.
* عبدالحميد الهمشري – كاتب وباحث في الشأن الفلسطيني
Abuzaher_2006@ yahoo.co