بين مصالحتنا الفلسطينية وقضايانا العربية عامة ، وبين ذاك الثالوث...!!

بقلم: حامد أبوعمرة

كثيرون هم الذين يصدقون الوشاية بكل أسف ،أمثال هؤلآء يلدغون من الجحر ألف مرة ولا يتعلمون يا أحبائي قلت ألف مرة أن الخطان المتوازيان لا يلتقيان أبدا بلغة الهندسة ولا خلاص للالتقاء إلا بمرور قاطع بينهما ، والقاطع قد رحل برحيل المدينة الفاضلة لأفلاطون ،بعيدا عن الذين لا يقرءون التاريخ ، والذين لا يتعلمون من الحكم والعبر ،وبعيدا عن التفاؤل والتشاؤم ، أقول لهم يا أحبائي أن مصالحتنا الفلسطينية ،وقضايانا العربية مقرونة بهذي القصة الشهيرة ،والتي تُعرف "بالعصفور والفخ" فيحكى أنه في أحد الحقول الكبيرة ,كان هناك عصفورا سعيدا يحلق في أرجاء السماء و بين أركان الأرض ,متنقلا هنا و هناك ,فرأى فخا في التراب , و لم يسبق له أن رآه ,و لا يعرف ما هو !! فقال له العصفور : من أنت ؟ فقال الفخ : أنا عبد من عبيد الله.قال العصفور: فلم جلست على التراب ؟ قال الفخ :تواضعا لله .قال العصفور : فلمَ انحنى ظهرك؟ قال الفخ : من خشية الله. قال العصفور : فلم شددت وسطك ؟ قال الفخ : للخدمة . قال العصفور : و ما هذه القصبة ؟ قال الفخ : هذه عصاي أتوكأ عليها . قال العصفور : فما هذه الحبة ؟ قال الفخ : أتصدّق بها . قال العصفور : أيجوز أن ألتقطها ؟ قال الفخ : إن احتجت فافعل . فدنا العصفور و اقترب من الحبة ليأخذها , فانطبق عليه الفخ فصاح العصفور ألما . فقال الفخ : قل ما شئت فما لخلاصك من سبيل . فقال العصفور : اللهم أعوذ بك من شخص ذلك قوله و هذا فعله !!من خلال ترجمتي للقصة يمكنني أن أقول او أصرح أن وما العصفور إلا بمثابة الشعوب المسكينة المغلوب على امرها ، وما الفخ إلا أصحاب المصالح والسيادة والمنتفعين من جراحات تلك الشعوب ،وويلاتهم وآلامهم، الذين يتخذون شعوبهم كرهائن ، والذين يضحكون عليهم، بل يستغبون أبناء شعوبهم ،ويستهزؤون بهم ،واما الحبة فماهي إلا الأقاويل الرنانة، والتي يضحكون بها على عباد الله أي بمثابة إبر مهدئة او مخدرة ما عادت تجدي نفعا ،فستالين كان شعاره في بدء الأمر رمز الفلاح ،وما أن جلس على سدة الحكم وإلا وقام بحصد رأس ما يقارب خمسة ملايين من أرواح الفلاحين الروس ، وفي الأخير ليس لنا إلا الله ، فكم نحتاج ذاك القاطع القوي الذي يخاف الله، ويفرض حلا فيجمع بين الخطان المتوازيان ،رغما عنهما ،حتى نحقق أهدافنا المرجوة نحو الحياة الرغدة والسعيدة ،عسى أن ننسى تلك الحقبة الظلامية الموحشة.

 بقلمي /حامد أبو عمرة