المصالحة .... والفرصة الاخيرة !!!!

بقلم: وفيق زنداح

لا نحتمل المزيد من جولات الفشل ... ولا نحتمل المزيد من التلاعب بالألفاظ والكلمات ... ولا نحتمل المزيد من اضاعة الوقت .... في ظل اخطار وتحديات لا حصر لها .

الانقسام وقد وقع باعتباره خطيئة وطنية ... والسيطرة بقوة السلاح وقد حدثت بصورة غير مقبولة ومرفوضة ... والشرعية الوطنية الفلسطينية وقد فقدت وجودها وفعلها على الارض بفعل ما حدث .. والشعب وقد وصل الى حد الخطر الشديد من جوع ومرض .... انتحار وهجرة وحتى الاغتراب داخل الوطن ... والذي لم يعد يحتمل المزيد من المزايدات والشطحات والتحليلات وكأن المصالحة كعكة للتقسيم ... ويسعى كل طرف للحصول على اكبر قدر منها .

الجهد المصري الشقيق واستمرار محاولاته الحثيثة لاجل رأب الصدع وانهاء الانقسام واتمام المصالحة ... ومعالجة الجرح الفلسطيني المستمر منذ ما يقارب اثنى عشر عام بصورة صحيحة ... وبمقدمات صائبة وواضحة ... ولاهداف وغايات وطنية تخدم القضية الفلسطينية والمحافظة على النظام السياسي بكافة مكوناته .

وحتى يكون الحديث من منطلق الصراحة والواجب والوضوح .... الذي نحتاج اليه بكافة المراحل وخاصة ونحن نعيش اسوأ لحظات حياتنا الوطنية والسياسية فان الشقيقة مصر واذ تسعى بصورة جادة الى اتمام المصالحة تحتاج الى حكمة الفصائل .... والى ارادتها السياسية الصادقة .... حتى يتم انجاز المصالحة في ظل سلطة واحدة موحدة ... وان لا يكون هناك نزاع وصراع خفي او علني ما بين القوى والفصائل في ظل تحديات كبيرة لا نهاية لها ونعيش بداخلها ... والاخطر ما هو قادم منها .... في ظل استمرار الانقسام .

مصر مصالحها القومية في ان ترى فلسطين واهلها بخير وأمن وسلام ... ودون ادنى حرمان وحصار وان ترى السلطة الوطنية قوية ومتماسكة ومتحكمة بكافة مقاليد الحكم ... وتنفذ القانون على الجميع دون استثناء ... سلطة بحكومة وطنية وبصلاحيات كاملة غير منقوصة ... سلطة تمتلك القرار والقوة ... وتمتلك القدرات لتقديم خدمات افضل ... ومعالجة ظواهر وسلبيات قائمة ومتفشية داخل المجتمع .

أي ان مصر تريد من المصالحة واقعا جديدا ينعم به الشعب الفلسطيني ... واقعا وحدويا يوفر امكانية تنفيذ المشروعات والخدمات ومعالجة البطالة ومعدلات الفقر ويهيئ الواقع لمرحلة سياسية نكون فيها قادرين على مخاطبة العالم ... واجراء مفاوضات على ارضية قوية وصلبة لانتزاع حقوقنا واقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة بعاصمتها القدس .

مصر الشقيقة تعرف جيدا ماذا تريد من وراء المصالحة الفلسطينية ... وبما يخدم مصالح الشعب الفلسطيني وقضيته الوطنية ويمنع حروب جديدة والام ودماء لا داعي لها في ظل عدو مجرم يتفوق علينا بقوته العسكرية وبدعم أمريكي مطلق .

مصر تريد تعزيز مقوماتنا الاقتصادية والخدماتية وتوفر ارضية ومناخ سياسي وامني لاتمام التسوية السياسية وفق مفهوم حل الدولتين وقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية .

مصر الشقيقة الدولة الوحيدة التي تعمل بصمت وبجدية كاملة وبهدوء تام ودون ضجيج واعلام .

فهل نلتقط الفرصة السانحة ... وربما الاخيرة ؟!!

وفد فتح وحماس بالقاهرة ... وعليهم التفكير خارج التقاليد المعتادة ... والتصريحات المعلنة.... ومنشتات الصحف وتسريبات وكالات الانباء حول مواقف عدمية لا طائل منها .

فرصة المصالحة يجب ان تتحقق حتى وان كانت ليست على المقاس الخاص بحماس او فتح .. لاننا نريد مصالحة حقيقية قائمة على ثوابت لا تنهار ... وقائمة على قوة لا تضعف على حدث هنا او هناك .

لذا فان وجود حكومة قوية وقادرة على تلبية احتياجات الناس في ظل سلطة سياسية وطنية وبشراكة سياسية لا ندع فيها المجال للتشكيك ومحاولة افتعال الازمات ... يجب ان يكون في اولويات المصالحة لاننا لا نحتمل المزيد من الفشل .... بل نحتاج الى النجاح والتقدم وانهاء هذه الازمة المستعصية التي شاركنا بها ... وعلينا ان نعمل على حلها وان نعطي مصر الشقيقة فرصة الاخذ بأيدينا الى ما فيه مصالحنا الوطنية العليا .

بقلم/ وفيق زنداح