مهما حاولت اسرائيل الاحتفاظ بأراضي الجولان السوري المحتل، فانها في النهاية مضطرة ومجبرة على الانسحاب منه، وانهاء احتلالها له، لأن الشرعية الدولية تنص على ذلك، ولان سكان هذه المنطقة لا يعترفون بقرار الضم لهذا الجولان، ورفضوا تسلّم هويات اسرائيلية في اضراب تاريخي في اوائل العام 1982 واستمر ستة شهور. وقد حاول نتنياهو، زعيم حزب الليكود المتطرف، ورئيس الحكومة الاسرائيلية المتشددة والمتعصبة أن يحصل على دعم من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كي يبقى الجولان تحت السيادة الاسرائيلية، إلا أن الرئيس بوتين قالها وبكل جرأة ووضوح أن الجولان محتل، وهناك قرارا مجلس الأمن 242 و338 اللذان يلزمان اسرائيل على الانسحاب من هذه المنطقة المحتلة، كما ان المجتمع الدولي لم يقبل بل أدان القرار الاسرائيلي بضم الجولان، واعتبره مخالفاً للقوانين والقرارات الشرعية الدولية!
وبعد فشل نتنياهو في الحصول على اعتراف روسي، ودولي فيما بعد، بسيادة اسرائيل "الدائمة" على الجولان، توجه هو وزمرته نحو أعضاء في الكونغرس الاميركي، الأعضاء الموالين لاسرائيل والمطيعين طاعة عمياء لما تفرضه اسرائيل عليهم. وهؤلاء الأعضاء يسعون الى سن قانون اميركي يعترف بسيادة اسرائيل على الجولان مستغلين تعاضد وتعاون الرئيس الاميركي الحالي دونالد ترامب مع اسرائيل بشكل عام، ومع نتنياهو بشكل خاص. وما زالت المساعي مستمرة ومتواصلة.
مهما كانت نتائج هذه المساعي، ولو سُن ليس قانونا واحداً، بل قوانين يعترف بها الكونغرس الاميركي بالسيادة الاسرائيلية على الجولان، فان ذلك لن يغير من حقيقة أن الجولان سوري الانتماء والسيادة، وسيبقى سورياً إلى الأبد، وهذا ما تؤكده عدة حقائق ووقائع، وأهمها أن أبناء الجولان سوريون في الانتماء والارتباط والمصير، وهم مناضلون شجعان وقفوا ويقفون باستمرار ضد اجراءات التهويد والسيطرة الاسرائيلية غير الشرعية على هذه البقعة الغالية من الوطن السوري الغالي والعزيز.
كما أن قبول اسرائيل التفاوض مع سورية لتحقيق سلام في السنوات الماضية بصورة غير مباشرة، فانه خير دليل على اعتراف كامل من جانب اسرائيل بأن احتلالها للجولان سينتهي في يوم من الأيام، ولن يتحقق أي سلام شامل ما دام شبر واحد من الاراضي العربية محتلاً.
لقد فشلت اسرائيل في تحقيق أهدافها الخبيثة في سورية عبر عناصر مأجورة في الجنوب السوري، كذلك فانها ستفشل في الاحتفاظ للأبد بالجولان السوري المحتل، لأن القيادة السورية المدعومة من غالبية الشعب السوري لن تسكت على بقاء الجولان تحت الاحتلال، وستعمل على انهائه بالسلم أو المواجهة سواء عاجلاً أم آجلاً.
ومن هنا على اسرائيل أن تدرك أن كل اجراءاتها في الجولان لن تغيّر من حقيقة واحدة ثابتة وصلبة وهي أن الجولان السوري المحتل حالياً ومنذ عشرات السنين سيبقى سورياً وللأبد، وسيعود حتماً الى حضن الوطن الأم سورية.
بقلم/ جاك خزمو