امام تنامي التضامن الشعبي العربي مع نضال الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال ومشاريعه، اتت مبادرة دولة الرئيس نبيه بري بين حركتي فتح وحماس في مقر المكتب السياسي لحركة امل في بيروت لتشكل خطوة في مهمة في وحدة الصف الفلسطيني في لبنان
من هنا نرى ان هذه المبادرة إلايجابية مهما كان حجم تأثيرها على أرض الواقع، وهي لم تكن الاولى لدولة الرئيس نبيه بري وحركة امل ، فانما تدل على دعم الشعب الفلسطيني ووحدته ونضاله مهما تفاقمت المؤامرات التي تستهدف القضية الفلسطينية.
من موقعنا نتطلع الى ما يجري ايضا في مصر من لقاءات لتقريب المسافات بين حركتي "فتح" و"حماس" برعاية مصرية نأمل ان تحدث إختراقاً إيجابياً في ملف انهاء الإنقسام الفلسطيني وتطبيق اليات اتفاق المصالحة بعد فترة انقسام مؤلمة في تاريخ الشعب الفلسطيني إستمرت 11 عاماً.
لذلك نقول انه لا يمكن النظر لما يجري في القاهرة بميزان الربح والخسارة ونحن نتطلع الى الدور المصري الذي يتطلب من كل الأطراف الفلسطينية درجة من المرونة والحكمة والواقعية للإتفاق على القضايا المصيرية التي تحمي حقوق الشعب الفلسطيني.
وفي ظل هذه الظروف التي تحيق بالشعب الفلسطيني نرى ان ملف المصالحة الفلسطينية يستدعي تجاوز الوضع الراهن، من خلال رفض الضغوط والعمل على وحدة الأراضي الفلسطينية لأن اتفاق المصالحة هو "خيار الإضطرار"، الذي فرضته مُعطيات المشهد السياسي ، ونحن نخشى ان يكون ما يدور هو مجرّد "خطوة تكتيكية" وليست "استراتيجية"، من أجل تحقيق مكاسِب مرحلية، لذلك فان انظارنا ستبقى تتجه الى تنفيذ بنود الإتفاق ، هو المعوّل عليه في الأيام المقبلة.
ان التحدّيات الجمة التي تواجه المشروع الوطني الفلسطيني تتطلب الإسراع بعقد مصالحة فلسطينية حقيقية تتعدّى الشكليات السابقة، بحيث يشارك فيها الكل الفلسطيني، لإنهاء حالة الانقسام الحاصل في الساحة الفلسطينية من دون رجعة، نزولاً عند مطالب الشعب الفلسطيني، فتجميع الجهد الفلسطيني والاتفاق على برنامج سياسي مشترك وخيارات سياسية وكفاحية مستقبلية لمواجهة القوانيين الصهيونية وصفقة القرن.
ان الاسراع في انجاز الخطوات الرئيسة في موضوع المصالحة من شأنه زيادة التأييد والتعاطف مع الشعب الفلسطيني وتسهيل تقديم المساعدات المالية والتنموية له ، والبناء على القرارات الدولية التي اتخذت في السنوات الاخيرة يشكل دفعة هامة للأمام للقضية الفلسطينية ولحركة التحرر العربي، رغم الصعوبات والانقسامات التي تعاني منها البلدان العربية.
ختاما : لا بد من القول نحن نتطلع الى الدور الذي يقوم به الرئيس نبيه بري متراقفا مع الدور المصري يؤكد جهة السير في تنفيذ عملية المصالحة ووضع مخرجاتها قيد التنفيذ، والعمل على وضع خطة شاملة للنهوض بالموقف الوطني الفلسطيني على الصعيدين العربي والدولي من خلال السير الجريء باتجاه هدف اقامة الدولة الوطنية المستقلة وعاصمتها القدس وتأمين حق العودة، ونحن نرى ان مثل هذه الخطة ستواجه عقبات كثيرة، ولكن التصميم على تنفيذها من شأنه ان يدفع بمجمل النضال العربي خطوات كبيرة الى الامام.
بقلم / عباس الجمعة
كاتب سياسي