تمكن باحثون وخبراء تكنولوجيا من تطوير يد صناعية يمكنها أن تتعلم من الإنسان مباشرة وتكتسب المهارات اللازمة، ومن ثم تتصرف دون الحاجة إلى تدخل بشري، وذلك باستخدام تقنيات الذكاء الصناعي التي تواصل تطورها المذهل في العالم.
وحسب المعلومات التي نشرتها جريدة "دايلي ميل" البريطانية، واطلعت عليها صحيفة "القدس العربي" اللندنية فإن المجموعة البحثية "OpenAI" المتخصصة في ابتكارات وتطوير تقنيات الذكاء الصناعي نجحت في التوصل إلى طريقة جديدة تحسن قدرات الروبوتات في تعلم المهام الإنسانية، من خلال التحكم في الأشياء وتحريكها بالسهولة ذاتها التي تتمتع بها اليد البشرية.
وأطلق الباحثون على التقنية الجديدة اسم "Dactyl" وقد نجحت في أن تدفع يد الروبوت إلى تعلم حركات جديدة عن طريق التجربة والخطأ، وعملت بمثابة اليد الحقيقة اعتمادا على مجموعة من البيانات دون أي تدخل بشري.
وكتب الباحثون: "في حين أن معالجة الأشياء ببراعة تعتبر مهمة يومية أساسية للبشر، إلا أنها ما تزال تحديا بالنسبة للإنسان الآلي في المستقبل". وأضافوا: "في هذا العمل نوضح أساليب تدريب سياسات التحكم التي تؤثر على اليد البشرية وتطبيقها على اليد الآلية".
وخلال الاختبار، كان النظام الجديد قادرا على اكتشاف الحيل البشرية في التعامل مع الأشياء بمفرده، بالاعتماد على آلية التعلم ومجموعة من المعلومات التي تساعد الذكاء الاصطناعي في تكوين فكرة أفضل عن معالجة الأشياء والقدرة على تحريكها، مثل القدرة التي أظهرتها اليد الآلية أثناء التعامل مع مكعب، حيث كان بإمكانها تدويره دون إسقاطه.
ووجد الباحثون أيضا أن اليد الآلية كانت قادرة على أداء أنواع مختلفة من القبضات التي كانت حصرية للبشر في السابق، مثل النقل الثلاثي والذي يتضمن استخدام الإبهام والسبابة والإصبع الأوسط، جنبا إلى جنب مع استخدام طريقة لنقل الأشياء باستخدام الإبهام والسبابة فقط.
وتعني هذه المعلومات أن النظام الجديد الذي ابتكره الباحثون أصبح قادراً على استكشاف القدرات البشرية في تحريك اليد وتكييفها لتتناسب بشكل أفضل مع قدرات الآلة.
ويعتقد الباحثون أن هذا المشروع يمكن أن يكون بمثابة مثال مهم حول قدرات خوارزميات التعلم الآلي وما يمكنها القيام به.
وبالإضافة إلى ذلك، ومن خلال المهارات التي أظهرها الروبوت، فإن هذا الدهاء يمكن أن تكون له آثار إيجابية على الشركات التي تسعى لأتمتة القوى العاملة لديها.
وخلص الباحثون إلى أن نتائجهم "تثبت أنه على عكس المعتقدات الشائعة، يمكن تطبيق الخوارزميات لحل مشاكل الروبوتات المعقدة التي لا يمكن الوصول إليها من المقاربات القائمة على التعلم".
يشار إلى أن العديد من العلماء كانوا قد حذروا من التطورات الهائلة في مجال الذكاء الاصطناعي، وقالوا إنه يمكن أن يتفوق على الإنسان ويخرج عن سيطرته بما يؤدي في نهاية المطاف إلى نهاية البشرية.
وأطلق خبراء في مجال تكنولوجيا المعلومات صرخة تحذير جديدة مؤخراً، حيث قالوا إن "التطور المتزايد لأنظمة الذكاء الاصطناعي قد تؤدي إلى نشوب حرب نووية مدمرة بحلول العام 2040" حسب ما نشرت جريدة "صن" البريطانية.
وفي حال نشوب مثل هذه الحرب فهذا سيعني بالضرورة أن البشرية بأكملها ستكون مهددة بالفناء، كما أن مثل هذه الحرب قد تؤدي إلى تدمير شامل للكرة الأرضية بما يؤدي إلى انعدام الحياة على كوكب الأرض لسنوات طويلة.
وسبق أن أعلن العالم الفيزيائي البريطاني الشهير ستيفن هوكنغ، الذي توفي مؤخراً عن مخاوف من تدمير البشرية بسبب طفرة "الذكاء الاصطناعي".
وقال في مقابلة أجرتها معه شبكة "بي بي سي" البريطانية مطلع كانون الأول/ديسمبر عام 2014 "إن تطوير ذكاء اصطناعي كامل قد يمهد لنهاية الجنس البشري".
وأوضح أن في مقدور تقنيات الذكاء الاصطناعي أن تعيد تصميم نفسها ذاتيا، وتتطور بشكل متسارع، وهو أمر لا يستطيعه الجنس البشري، مما قد يؤدي إلى استبدال التقنيات الاصطناعية بالإنسان كونها أكثر تطوراً، على حد تعبيره.
وفي الاتجاه ذاته أعرب إيلون موسك، مؤسس شركة صناعة السيارات الكهربائية "تيسلا موتورز" والمستثمر السابق في شركة الذكاء الاصطناعي البريطانية ديب مايند، عن مخاوفه من أن يتمكن الروبوت يوماً ما من التخلص من البشر وتدميرهم.