مؤامرة المؤامرة وتصفية القضية

بقلم: وسيم وني

تقود الإدارة الأمريكية وبدعم من الرئيس (ترامب)، مخططاً خبيثاً وخطيراً يستهدف تصفية وإنهاء قضية اللاجئين الفلسطينيين وذلك بإعادة صياغة تعريف اللاجئ الفلسطيني لإغتيال حق العودة ووأد وكالة) الأنروا( في مسعى واضح لخدمة كيان الاحتلال والإجهاز على القضية الفلسطينية برمتها في مشهد جديد يشكل فصلاً من فصول التآمر وضرب القضية الفلسطينية ، فبعد اعتراف إدارة ترامب بالقدس عاصمة لكيان الاحتلال وشطبها عن طاولة أية مفاوضات، جاء دور محاولات تصفية وكالة ( الأنروا ) كمقدمة لتصفية وتجاوز قرار حق العودة وشطبه ، حيث عمدت في مقدمة الأمر إلى تخفيض مساعداتها لوكالة ( الأنروا) الأمر الذي أدخلها في أزمة مالية حادة أدت إلى اتخاذ (الأونروا) قرارات بتخفيض المساعدات المقدمة للاجئين الفلسطينيين في الضفة والقطاع وفي البلدان العربية المحيطة حيث يتواجد اللاجئون الفلسطينيين واليوم نشهد مؤامرة جديدة تشنها الولايات المتحدة ضد أبناء شعبنا بإسقاط صفة اللجوء عنهم خدمةً لكيان الاحتلال وتكريساً بأن القدس عاصمة لكيانهم المزعوم ولتسهيل تمرير ما يسمى اليوم بصفقة القرن .

إن الإدارة الأميريكية تضرب بقراراتها وممارستها القوانين الدولية وقرارات المجتمع الدولي بعرض الحائط وفي مقدمتها القرار (194 ) الخاص بحق العودة والذي تشكلت وكالة ا(لأنروا) بناء عليه ، فقد ذكرت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية مؤخراً ، أن كوشنر المتحدر من أصول يهودية حاول التخلص بهدوء من وكالة الإغاثة (الأونروا) التي وفرت الغذاء والخدمات الأساسية لملايين اللاجئين الفلسطينيين لعقود واعتبرت المجلة أن مساعي كوشنر تأتي في إطار حملة أوسع نطاقا من جانب إدارة الرئيس دونالد ترامب وحلفائها في الكونغرس لتجريد الفلسطينيين من وضعهم كلاجئين في المنطقة وإخراج قضية عودتهم لوطنهم من المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين ، والمؤامرة الأميريكية الاسرائيلية الجديدة اليوم هي التي قدمها عضو الكونجرس الجمهوري دوج لامبورن الذي أعاد بموجبها صياغة تعريف اللاجئين الفلسطينيين بالأشخاص الذين غادروا الأراضي الفلسطينية بين عامي 1946 و1948، ولا يشمل أطفالهم أو أحفادهم، كما يستثني الأشخاص، الذين حازوا جنسية دولة أخرى، وبحسب هذه الصياغة، فإن عدد اللاجئين الرسمي، سيتضاءل من خمسة ملايين و300 ألف، بحسب الأمم المتحدة إلى عشرات الآلاف فقط. وبحسب المشرع الأمريكي، فإن «الأمم المتحدة خلقت (أونروا) للمساعدة في إعادة (توطين) 600 ألف فلسطيني ولكن، وبعد 70 عاماً من ذلك (أونروا) تدعي أن هناك خمسة ملايين و300 ألف لاجئ فلسطيني في العالم، وقامت بتضخيم ميزانيتها، وخلقت مشكلة لاجئين أبديه لا تنتهي» وفق تعبيره.

وأخيراً إن سعي الولايات المتحدة لشطب الصفة السياسية عن اللاجئين الفلسطينيين يهدف إلى تهميش وإنهاء وكالة (الأنروا) الشاهد الأول والأخير على نكبة فلسطين وإسناد مهمة وكالة الأنروا إلى مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة والتي بدورها ترعى اللاجئين حول العالم أي بمعنى واضح تحويل القضية الفلسطينية إلى حالة إنسانية وابراز أن العدد الفعلي للفلسطينيين حول العالم لا يتجاوز عشرات الألاف للإنقضاض على القضية الفلسطينية وإغلاق ملف اللاجئين الفلسطينيين الذي يشكل قلقاً دائماً للكيان الصهيوني وللأمريكيين ، ولذلك يتوجّب علينا كفلسطينيين وعرب ومسلمين وأحرار يدعمون القضية الفلسطينية مواجهة المخطَّطات الأمريكية الخطيرة التي تستهدف القضية الفلسطينية وتستهدف قضية اللاجئين وحق العودة والقدس، ولا بد من التحرّك العاجل من قبل الدبلوماسية العربية والسفارات العربية وتحريك هذه القضية في هيئات الأمم المتحدة، وعدم الصمت والسكوت والتغاضي على هذه المخطَّطات الخطيرة التي تستهدف تصفية قضية اللاجئين الفلسطينيين وشطب حق العودة والإنقضاض على القدس.

 

بقلم د.وسيم وني- مدير مركز رؤية للدراسات والأبحاث