صدق الاستاذ حسام بدران عضو المكتب السياسي لحركة حماس عندما قال امام الفصائل ان غزة ليست حماس .... وان لا دولة بغزة ... ولا دولة دون غزة ... وان قرار السلم والحرب بالتوافق الوطني .. وان انهاء الحصار والتهدئة وتنفيذ المشروعات الانسانية بالتوافق وليس بالانفراد .
كلام يبنى عليه ... ويؤخذ وثيقة وطنية نعتمدها بالتحليل والكتابة وابداء الرأي ... والذي يؤكد على رفض التفرد ... لاي شطحات او اهواء او محاولة للعمل تحت عنوان انهاء الحصار ... وتثبيت التهدئة وتنفيذ مشروعات انسانية ... على ارضية ابقاء الحال في ظل انقسام اضر بنا وخدم عدونا واصابنا بأزمات عديدة .
الحقيقة الساطعة .... ان البداية يجب ان تكون بتحقيق المصالحة .... وما يترتب عليها من عودة السلطة الوطنية وتمكين حكومة التوافق وترتيب الاوضاع الداخلية ... ومن ثم تثبيت التهدئة وتنفيذ المشروعات لانهاء العديد من الازمات في ظل انهاء الحصار وبداية ترتيب البيت الداخلي الفلسطيني على ارضية ديموقراطية ووفق انتخابات عامة رئاسية وتشريعية .
ليس بالمقلوب يمكن الوصول الى ما نريد .... وعلى قاعدة ان المقدمات الصحيحة تؤدي الي نتائج صحيحة .... وان المقدمات الخاطئة تؤدي الى نتائج خاطئة وخطيرة ولا نستطيع تحملها في ظل ما نحن عليه من اعباء وازمات .
من حق حركة حماس انقاذ نفسها والتخلص من تبعات فعلها بحزيران 2007 بعد ان وصلت الامور الى اسوا اوضاعها وبعد ان اصبحت الحركة الاسلامية أمام مفترق خطير بعد فشلها بحكم النتائج المشاهدة للعيان .
عملت حماس بقدرة مناورة عالية على صناعة الازمات فوق الازمات الموجودة اصلا .... وحتى تتمكن من المشاركة بايجاد الحلول لها وادخال نفسها بحركة تداول سياسي وأمني مع اطراف عديدة بحكم سيطرتها على ما يقارب 2 مليون فلسطيني غالبيتهم العظمي لا ينتمون لحماس ... ولا يؤيدونها ... بل يحملوها مسؤولية الكثير مما ألت اليه اوضاعهم المأساوية بفعل عدم قدرة الحركة في ظل الخلاف القائم مع حركة فتح ومنظمة التحرير والشرعية الوطنية الفلسطينية .
ما نحن عليه اليوم يجب ان تكون البداية تحقيق المصالحة .... ومن ثم تثبيت التهدئة وتنفيذ المشروعات .... في ظل السلطة الوطنية وابرام اتفاقية تبادل اسرى ما بين حماس ودولة الكيان وانهاء الحصار بشكل كامل ..... بداية وعدم العودة الى ممارسة سياسة العقاب الجماعي وتهديد السكان بلقمة عيشهم وأمنهم واستقرارهم .
ان ما تقوم عليه حركة حماس من تحرك ومشاورات مع القوي السياسية بداية صحيحة تحتاج الى مواصلة التعاون والتنسيق وعدم التفكير خارج الصندوق الوطني واولوياته وشرعيته .
صحيح ان حركة حماس قد وجدت نفسها بحالة مأزق الوجود في ظل الحصار والازمات المتراكمة والمتواصلة وعدم قدرتها على ايجاد الحلول لها الا انها تمتلك من الاوراق ما يمكنها من التواجد والحضور حتى في ظل ازمتها ... وازمات من تحكمهم داخل القطاع .
كانت محاولة حماس بالتسخين الحدودي على طريق محاولة الوصول الى ما يجري تداوله اليوم .... وهذا تكتيك وذكاء من حماس تم التقاطه والعمل عليه حتى يتمكن هذا القطاع بسكانه من تحقيق الحد الادني من الامن والسلام والعيش الكريم وتوفر الخدمات القادرة على تلبية الاحتياجات وانهاء الازمة الحياتيه داخل القطاع والتي تتعدى حدود المشاهد منها .
الجهود المصرية وقد كان لها الكثير من التأثير الايجابي على مجرى الاحداث وخاصة بالسعي لاتمام المصالحة وتسهيل الامور الحياتية للسكان وتوفير المستلزمات وفتح معبر رفح بصورة دائمة والعمل على تثبيت التهدئة وعدم السماح بالفلتان الامني ...جهود مصرية متواصلة تعمل على تحقيق هذه الملفات والتي تحتاج الى ارادة من قبل طرفي الانقسام والذين يتحملون المسؤولية المباشرة عن بقاء الحال على ما هو عليه .
الجهد المصري الشقيق دائم المساعدة والمساندة ويعمل بصمت من اجل تعزيز وحدتنا وانهاء انقسامنا وفك الحصار عنا وتوفير الخدمات لشعبنا وتنفيذ المشروعات الاقتصادية وتوفير المنافذ البحرية والجوية لامكانية التحرك بسهولة ويسر ... في اطار فتح معبر رفح البري بصورة دائمة .
حماس ما بعد اثنى عشر عام قد استخلصت من العبر والدروس ... ما بعد تقييمات عديدة ووقائع ونصائح ... لتجد نفسها أمام حالة واحدة لا ثاني لها .... اولا انهاء الانقسام .. ومن ثم الشراكة ... والعمل لاجل انهاء الازمات وحتى تكون حماس شريكا وطنيا سياسيا تعمل وفق اولويات ومصالح الوطن ... وحتى نتمكن جميعا من مواجهة ما يسمى بصفقة القرن ومخاطرها .
بقلم/ وفيق زنداح