على شفاهي تنام الكلمات
غافية هي ويقظة روحي
شراهة العشق تأكل حواسي
تشمل اجزائي ...
أنثى التيه والجمال
معتقة بالياسمين أنا
سأعلن عن مواسم الفرح
بعمري أمزق رداء الليل
أفترش البحر بشوقي ارتقي
أخيط جراح القصيدة
وتصحى الحروف منتشية
تكتبك ديوان عشق
تخلده الحضارات... وأكتب لك
أحبك والبقية تأتي
قرأت هذا النص الجميل الراقي للشاعرة السورية المبدعة ملاك العوام أكثر من مرة، لانني تفاعلت مع كل حرف من حروفه ، لما يحمله من أحاسيس فياضة وجياشة، وما فيه من نبض قلب، وشهقة روح، وأنفاس شاعرة رشفت الحب والعشق من أحلى كأس ... الحب الطاهر العفيف، والعشق الوجداني النقي، حيث تناجي الحبيب ربيع العمر، وسلوى الفؤاد، وحياة الروح باحلى الكلام.انها تبوح بخلجاتها ومشاعرها بكل صدق ورهافة وشفافية وعفوية.
وهذا النص لا يختلف عن نصوصها الأخرى المنشورة، فهي تراتيل غزل، وأناشيد حب، وترانيم فرح، وقصائد عاطفية رقيقة وشفافة بمعانيها وصورها الفنية الواضحة الساحرة بجمالياتها وايحاءاتها وتداعياتها، وتعكس كلماتها نبضات وجدانها على تقاسيم خواطرها ومواقع حسها، فتأتي ألفاظها ومعانيها سهلة، منسابة، سلسة، متدفقة، بعيدة عن الافتعال والتحذلق والتكلف والتصنع.
ملاك العوام شاعرة ناعمة رقيقة وبارعة، تبهرنا ببوحها الأنيق، وتكتب بلغة رشيقة باذخة، تمتص من خلالها كل نبوءات الجمال والسحر والبيان، فتدغدغ المشاعر وتلامس شغاف القلوب دون أن تحتاج الى جواز مرور . وهي تتميز في سبك القصيدة، وتنويع القوافي الندية، وتجيد ايما اجادة فن اغواء الحرف.
وغني عن القول، أن ملاك العوام ملهمة ترسم الورد بالكلمات، صورها الشعرية فاتنة ومبتكرة، وموسيقاها الداخلية هادئة تعانق الروح، وشاعرة مهذبة تعرف كيف تداعب الكلمة وتخيطها وتخلع عليها صفات الامتياز، فهي أنيقة حسًا ومعنى، ومن دوحة الشعر السهل الممتنع.
فلها باقات حب وحبق، واسمى معاني التقدير لحروفها الحريرية.
بقلم/ شاكر فريد حسن