مصر وسياسية الفعل الممكن ... والمخرج المتاح

بقلم: وفيق زنداح

بحسابات السياسة ومعادلاتها ... وموازين القوى القائمة واحكامها ... وبحكم أخطاء فادحة اوقعنا انفسنا بها ... وأمعنا تكرارها .. والعبث بما لدينا من اوراق قوة كان بالإمكان استثمارها والعمل عليها بصورة افضل ... وجدنا انفسنا ... واوجدنا اشقاءنا وعلى رأسهم مصر الشقيقة أمام محطات ولحظات الواقع وتحدياته .... والتي طالما تحدثنا عنها ... وحذرنا منها ... ولم نتعلم من دروسها .

وحتى لا نجمل كثيرا بحكم شعارات مفرغة ... وسوء احوال قائمة ... وعلاقات داخلية لا ترتقي الي مستوى التحديات ... فالاشقاء بمصر لا يجدون افضل مما يطرح وما يتم تداوله ... من أفكار بحكم معادلات قائمة وعلاقات لم ترتقي الى مستوي التحديات ... وخيارات ومنهجية فكر اوصلتنا الى العديد من الازمات والكوارث ... فاذا كان من ضرورة للوم .. فالبداية بأنفسنا ... ولعلاقاتنا ... ولفكرنا السياسي ... وكيفية رؤية الامور ... وعدم اجادة الحسابات وفق الواقع ... وفق احلام واوهام وشعارات نكون اسرى لها ونعرف انها بعيدة المنال .

نحن بحاجة الى صحوة ويقظة ووعي وطني ... ولسنا بحاجة الى تكرار انفسنا وتجاربنا وشعاراتنا ... وحتى لقاءاتنا ... وما يسعى البعض منا لتحقيقه خدمة لفكر حزبي ... او رؤية تنظيمية ... او محاولة للحفاظ على ماء الوجه .... وعدم القول والاعتراف بأخطاء كبيرة اوصلتنا الى ما نحن عليه .

مصر الشقيقة واذ تعمل وفق سياسية الفعل الممكن ... في ظل سياسية دولية وفي واقع علاقات وحسابات اقليمية ودولية ... وما نتج حتى الان من مخرج متاح لواقع فلسطيني لا زال يعيش الانقسام .. ولم يرتقي لمستوي التحديات والمصاعب الحياتية .. تجد مصر الشقيقة نفسها امام واحب قومي بحكم تاريخ طويل وجغرافيا ممتدة وعلاقات اجتماعية ووطنية ... انها يجب ان تأخذ موقفا قوميا بحكم دورها ومكانتها ازاء شعب محاصر ... ويجوع .. ويمرض ولا يجد شربة ماء صالحة ولا خدمات ترتقي للمستوى المطلوب ... وبنية تحتية متهالكة وبطالة متفشية وفقر بطول وعرض القطاع ... وغياب الكثير من الحسابات والحكمة ومواجهة الحقيقة ... جعل مصر الشقيقة تتحرك بكافة الاتجاهات وبالتنسيق مع المنسق الاممي والمبعوث الدولي ميلادينوف لاجل احداث الفعل الممكن ... والمخرج المتاح ... في ظل ازمة انسانية قائمة ومتفشية تؤثر بكافة مناحي الحياة لسكان القطاع .

الا ان السياسة المصرية والتي تعمل وفق الثوابت القومية بحكم الدور والمكانة لا تنظر الى قشور الامور ... ولا تسيرها النتائج والوقائع بقدر ما يسيرها الحقوق والمصالح العليا للشعب الفلسطيني واولوياته الوطنية في الوحدة والحرية والاستقلال ,... وحتى تتحقق الوحدة ويتم طي صفحة الانقسام الى الابد ... هل يعقل الانتظار وتجويع الناس في ظل الشعارات والمواقف التي لا تخضع لحسابات الواقع ؟!

نحن على ثقة عالية .... وايمان عميق ومتجذر بدور مصر العربية الشقيقة وحكمتها ورؤيتها الثاقبة في ايجاد الفعل الممكن وايجاد المخارج المتاحة بعيدا عن المزايدات والمصالح الضيقة التي يمكن ان تحكم البعض منا .

شعبنا الفلسطيني بصورة عامة واهل القطاع بصفة خاصة يبنون امالهم على الدور المصري الشقيق وحكمته في ايجاد المخارج لكافة الازمات التي نعيش فيها ... الا ان مصر الشقيقة تحتاج الى حكمة فصائلنا والتزامها بأولويات الوطن قبل اولويات الحزب او الحركة.. لان الزمن وقد طال بمصاعبه وتحدياته وازماته ... ولا يمكن الابقاء على هذا الحال في ظل ظروف حياتيه لا ترتقي لمستوى أدمية البشر ... ولا زال البعض ينظر بعالم السياسة ... والشعارات ... والمزايدات ... التي لا تسمن ولا تغني من جوع .

بقلم/ وفيق زنداح