منذ مساء أمس ونحن نعيش ليلة ساخنة دامية نتيجة لعدوان صهيوني ... يريد ان يصعد من الموقف ... وان يختلق الاعذار والمبررات لشن حرب عدوانية رابعة وتهيئة المناخ الامني ما قبل موعد اجتماع الكابينت الإسرائيلي اليوم الخميس ..وما قبل لقاء وفد حركة حماس بالقاهرة بجهاز المخابرات المصرية .. وما يسرب عبر الاعلام من حشد اسرائيلي ومن محاولة نقل سكان غلاف غزة .
هذا التسخين المفتعل والمبرمج ... والي حد التهديد باحتمالية حرب عدوانية رابعة ... برغم ما صاحب الايام الاخيرة من أجواء وتسريبات اعلامية وتصريحات صحفية حول امكانية احداث تهدئة او هدنة لمدة خمسة سنوات ... وايجاد حلول للحصار وللقضايا الانسانية التي يعيشها القطاع وسكانه في ظل توجهات جادة وصادقة من الاشقاء المصريين ومن مبعوث الامم المتحدة ملادينوف لايجاد الحلول للعديد من الملفات .
الضربات العسكرية الاسرائيلية وعلى ايقاع التهديد اليومي والتدريبات المستمرة ... والاعلان عن الاستعدادات العسكرية وما يجري من قتل يومي لاهلنا بالقطاع تريد دولة الكيان ان تقعل ما تشاء ... ووقتما شاءت ... وفي أي مكان تشاء دون ردود فعل مقاوم لممارساتها العدوانية والاجرامية ... وهذا لن يكون على مدار سنوات الصراع ... وحق الشعب المحتل والمعتدى عليه من الدفاع عن نفسه بكافة الوسائل المتاحة .
المقاومة حق مشروع لمواجهة أي عدوان اسرائيلي يحاول ان يخلق معادلة جديدة اساسها الابقاء على العدوان والحصار ... في ظل محاولة ابقاءنا على الصمت وعدم الرد .... وهذه معادلة لن تكون مهما كلف ذلك من ثمن .
تحركات سياسية متسارعه لاجل وقف التصعيد وعدم استكمال المخطط الاسرائيلي بشن حرب عدوانية رابعة على القطاع من خلال الجهد المصري والاممي ... ومن خلال تحرك الرئيس عباس ولقاء الملك الاردني بعمان كما اللقاء مع امير قطر بالدوحة اليوم .
جهود كبيرة لاجل وقف العدوان ... وافشال ما تخطط له دولة الكيان من حرب عدوانية رابعة في ظل مقاومة باسلة مؤمنة بالله والوطن والحق الكامل بالدفاع عن النفس والارض ... برغم ان الحسابات الوطنية السياسية والمقاومة لا تعمل في اتجاه التصعيد ... بل تعمل باتجاه التهدئة وايجاد الحلول العاجلة للقضايا الانسانية وبخط موازي للجهود لاجل تحقيق المصالحة والوحدة وتثبيت التهدئة وايجاد المخارج لازمات متفاقمة ومتزايدة يعيشها سكان القطاع .
نحن ابناء فلسطين اكثر وضوحا في اتجاه التهدئة وانهاء الحصار وتحقيق المصالحة على طريق بناء الدولة وتجسيد حرية الارض والانسان ... الا ان دولة الكيان الاسرائيلي المحتل والمعتدي يعمل وفق معادلة التفوق العسكري والتعالي عن امكانية الحساب في ظل انحياز امريكي ووفق سياسة القتل والعدوان وعدم المحاسبة على افعالهم الاجرامية والارهابية .
هذه القوة الغاشمة والمنفلتة الطائشة وبكل ارهابها واجرامها يقابلها قوة مقاومة مؤمنة بوطنها وارادة صلبة قادرة على التحدي ... وايمان عميق بحتمية النصر للشعب المحتل .
ان التاريخ لن يعود للوراء وان مرحلة القتل دون الرد .. اصبح من الماضي ولا يمكن ان يعود .
غزة وشعبها وفصائلها المقاومة ورغم كل ما فيها وعليها .. لا يمكن ان تقبل بسياسة قتل ابناءها ... بصورة هادئة ودون ردود فاعلة .
نأمل من كل قلوبنا ان تتكلل الجهود المصرية والاممية بالنجاح في الوصول الى تهدئة على ارضية وقف العدوان وممارساته وانهاء الحصار وسياساته ... واعطاء المجال واسعا لاتمام المصالحة الوطنية وتعزيز الوحدة الداخلية على طريق دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس .
رسالتنا الفلسطينية واضحة المعالم ... ومحددة الاهداف .. ولا تقبل التشكيك والتأويل ... لانها رسالة شعب محتل ومكافح لقوة غاشمة تمارس الارهاب والاجرام وتصر على القتل والعدوان ... وهذا ما يثير المخاوف من امكانية السماح لهذا العدو بشن حرب رابعه ونتائجها الكارثية .
بقلم/ وفيق زنداح