بعيدا عن تحليل ومناقشة تداعيات ونتائج العدوان المتكرر على قطاع غزة الذى أصبح معتادا على القصف والغدر الصهيوني وبعيدا عن مدى تطور حالة الاشتباك وقواعدها التي تحاول المقاومة الفلسطينية أن تحافظ عليها وتثبت لشعبها انها عند حسن ظنه بها ، لان المقاومة الفلسطينية تمثل الابن الكبير للشعب الفلسطيني الذى يقاوم بكل ما لديه ضد أعتى قوة في العالم في مجال سلاح الجو الذى تفتخر فيه "إسرائيل " .
فلو تواجهت إسرائيل معنا وجها لوجه –قتال مباشر – سترى اننا سوف ناكلهم بلا خبز ، هذا شعور تولد لدى أمس وانا أجلس امام شاطئ السودانية حيث كان يبعد عنا القصف 30 مترا – بين العائلات والأطفال والنساء الذين يلجئون الى شاطئ البحر حتى يتنفسوا الهواء الطيب ،فالبحر هو الملاذ الوحيد بالنسبة لنا لنجلي به همومنا ونقضى أوقاتنا مع عائلاتنا واطفالنا وأصدقائنا ..
ان فوة النيران وكثافتها التي انهالت علينا ونحن في بيوتنا وفى شوارعنا وفى حارتنا تؤكد لدينا اننا امام عدو معتوه يعانى مرض جنون العظمة واننا امام قيادة إسرائيلية فاشلة وضعيفة ومنهارة وتفقد سيطرتها وعقلها عندما تجد ان رجال غزة ومقاومتها وشعبها لا يأبه لهم ولا ينكسر ولا يأبه لنيران قوتهم العسكرية المميزة والفريدة من نوعها ..
نعم أن لديكم قوة تستطيع أن تحتل الوطن العربي في أقل من 24 ساعة ، وان العالم معكم ، ونحن ضعفاء أمام قوتكم المجنونة ، ولكنكم لا تعرفوا مدى الحالة النفسية والوجدانية والوطنية والإنسانية التي نصل اليها عندما تعتدون علينا وتكيلوا جباروت غضبكم علينا ..
سأخبركم بعض فوائد القصف المكثف علينا ..
نتشارك و نشترى بعض من الفواكه والمكسرات حتى نسهر على أزيز الموت الذى تخوفننا به ، فالموت أصبح لدينا سهرة عائلية جميلة نلتف حول الراديو وحول التلفاز ، تعد الأمهات الطعام وتغسل الاخوات الفواكه ، ونجهز الشيشة لاخونا الكبير ويلتم الاخوة وأبنائهم حول الجد والجدة ، ونجلس نداعب الأولاد ونجعلهم يرقصون على أغانينا الوطنية حتى نلهيهم ونجنبهم حالات الذعر التي اعتدنا عليها .
نجلس نتراهن أين سيقع القصف ، وما هو صوت القصف والسلاح المستخدم هل هو أف 16 – أم مدفعية أم زنانة وصاروخ تحذيرى .
نجلس نخبر أطفالنا الحواديث والحكاوى حول فلسطين واراضينا التي سلبت منا ، نجلس نغذيهم ونرضعهم حب المقاومة والجهاد والنضال ، نجلس نخبرهم بالسيرة النبوية ونشرح لهم من هم اليهود وما هي صفاتهم واشكالهم ونقص عليهم ماذا فعل بهم الله بعد خيانتهم وجدلهم وغدرهم لله والانبياء والرسل .
نتشارك الطبيخ والطحين ، ونطبخ طبخة قومية ووطنية تعزز صمودنا وتقوى من عزيمتنا .
غدا طبيخنا مفتول حيث تم توزيع الأدوار بيننا كأخوة في البيت فمنا من سيجلب نصف جرة الغاز – ومنا سيشارك في قرعة كبيرة و10 كيلو بصل وبندورة ، والمقتدر منا سيشترى نصف حبشة ، وانا على الكولا والسفن أب .
يا "إسرائيل " عليكى ان تفهمى أننا ليس لدينا ما نخسره من هذه الحياة التي تحاصرونا وتقصفونا وتهددونا بالموت كل يوم ،، فكثر تكرار عدوانكم وجنونكم ، اوجد لدينا حالة من اللاهتمام بكم وبقوتكم وبكبينكم المصغر ولا المكبر .
نحن نعشق الحرية والحياة الكريمة ، نحن لا نملك الا الصبر ولا نملك الا أن نقاومكم ..
من العار والخزي ،، أن نستجديكم ونرضخ لكم ، عقليتنا ونفسيتنا وتربيتنا وديننا ووطنيتنا وبرمجتنا الإلهية لا تسمح بأن يتم اختراقها ونصبح خراف ..
أشرف نافذ أبو سالم
