التحريض على الحرب ... والحذر الشديد !!!

بقلم: وفيق زنداح

تهدئة مقابل تهدئة هذا ما تم التوصل اليه ... ما بعد جولة عدوانية وقصف اسرائيلي داخل القطاع ... لكن ما جرى ما بعد اعلان التهدئة تصريحات متتالية من الجانب الاسرائيلي على عدم الاعتراف بتلك التهدئة ... وهذا ما تم ترجمته وتأكيده عبر الميدان واستمرار القصف المدفعي وعبر التصريحات السياسية والعسكرية .. والتي تثير الكثير من التساؤلات وحقيقة النوايا الاسرائيلية والتي تتحدث على لوم حكومتهم ... وان ما جرى الوصول اليه عار عليهم ... وانهم يتهمون حكومتهم بالتخاذل وعدم الجدية في حسم المعركة ... وان الحديث يجب ان يكون على ارضية احتلال القطاع والقضاء على المقاومة .

تصريحات كثيرة ومتعددة الجوانب ورسائل عديدة تثير الكثير من التساؤلات والتخوفات ان صح التعبير ... حول النوايا الاسرائيلية الحقيقية والتي تدلل الوقائع على انهم يريدون فرصة سانحة لمباغتة عسكرية .... يمكن ان تحدث الارباك والخسائر وعدم التوازن .

مثل هذا الكلام في اطار الحرب النفسية التي يمكن استخدامها لزعزعة الثقة بالنفس ووضعنا بحالة استنفار دائم .

مثل هذه الحروب النفسية المستخدمة اعتدنا عليها وليس هناك من جديد من محاولة نشر التسريبات حول الاستعدادت العسكرية وطلب الاحتياطي ونشر القبة الحديدية والمدفعية والدبابات ... أي انهم بالمعنى العسكري يمهدون لعملية عسكرية واسعه استجابة وتلبية لرغبات المتطرفين وهم بغالبيتهم سواء على المستوي السياسي او العسكري او حتى سكان غلاف غزة وما يحكمهم من فكر يميني متطرف .. والذين لا يجدون بالتهدئة حلا مناسبا لما يسعون اليه من أمن مزعوم .

ما يرونه حلا ممكنا وامنا بالنسبة لهم هو بالقضاء على المقاومة بالقطاع .. مثل هذا التوجه العدواني لا يجد معارضة كبيرة الا من خلال المؤسسة العسكرية التي ترى في أن الدخول بحرب واسعة واحتلال القطاع سيكلفهم خسائر فادحة .

يقابل مثل هذه التصريحات موقف امريكي مستهجن ويحمل بطياته روح عدائية للمقاومة وللقطاع عندما يتحدث غرينبلات مستشار الرئيس الامريكي ترامب بأن على السلطة الوطنية ان تضع يدها بيد اسرائيل للقضاء على حماس !!!! ... وكأن حماس ليست منا وعلينا وجزء اصيل من مكونات الشعب الفلسطيني ... وكان رد حركة فتح عبر ناطقها الرسمي اسامة القواسمي أن الايدي تلتقي لانهاء الاحتلال ... وان فتح لم ولن تكون عنوان مؤامرة او مواجهة داخلية ... بل ستبقى فتح رائدة وقائدة الحركة الوطنية وعنوان الوحدة الوطنية والنضال الثوري .... وهذا ما تأكد عبر مسيرة كفاح طويل ولم يكن بتاريخ الحركة الرائدة ومسيرتها الوطنية والثورية ما يمكن ان يكتب عنها في أي لحظة او منعطف انها قد تأمرت او اسالت دماء .... وان البندقية عنوان مشرع ضد الاحتلال وان كل ما يمكن ان يكون عليه الخلاف سيبقى على طاولة الحوار الوطني وليس على قاعدة التأمر .

ما يجري داخل المجتمع الاسرائيلي من تحريض على الحرب والعدوان وما يتحدث به المستشار الامريكي غرينبلات من عداء واضح ... وما صدر عن الاتحاد الاوروبي حول حق اسرائيل بالدفاع عن نفسها وفي ظل معادلة دولية قائمة ومنحازة لا تحاسب المعتدي على جرائمه ومجازره ... يستوجب منا ان نكون على حذر شديد .... من مغبة ما يمكن ان يجري طبخه من عدوان غير مسبوق ... وان لا نتساوق مع مثل هذه التصريحات حول هشاشة العدو وامكانية هزيمته ... وبالتالي اعطاء المجال للمزيد من التصريحات التي تدفع بصناع القرار بتل أبيب الي الدخول بحرب عسكرية واسعة لا تخدم مصالحنا الوطنية بأي شكل من الاشكال .

نحن بمفهوم الحقوق والعدل والقانون أصحاب حق تاريخي بأرضنا ... واصحاب حق بالمطالبة بحريتنا واستقلالنا ... نحن اصحاب حق ان نعيش بكرامة وأمن واستقرار ولم نعتدي على أحد ... كما لا يمكن ان نقبل بالاعتداء علينا وحقنا الكامل بالدفاع عن انفسنا بما نمتلك .

دولة الكيان دولة معتدية ومجرمة وعنصرية وتمارس الارهاب وتستغل بصورة بشعة تفوقها العسكري والانحياز الامريكي ومعادلة السياسة الدولية بعدم التزامها باتفاقيات التسوية وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة بالقضية الفلسطينية .

خلاصة القول أن نسرع بالمصالحة ... وان تعود السلطة الوطنية لبسط سيطرتها ومهامها ومسؤولياتها من خلال تمكين حكومة التوافق ... وتجاوز هذا المخطط الاسرائيلي الامريكي ... الذي يمهد الطريق لما يسمى بصفقة العصر ... من خلال ايقاع الخسائر ... وعدم اعطاءنا فرصة تعزيز قوتنا ووحدتنا وقدرتنا على الصمود .

نحن بحاجة ماسة الى المراجعة والتقييم والحذر الشديد لكافة خطواتنا ووسائلنا حتى نتجاوز المرحلة ومخاطرها ... وان نبقي على التعاون الدائم مع الشقيقة مصر وعدم الخروج عن نصائحها .

بقلم/ وفيق زنداح