الكابينت الاسرائيلي وماهية الخلاف ؟!!

بقلم: وفيق زنداح

متابعة الاعلام الاسرائيلي المقروء والمرئي ومجمل تصريحات السياسيين وجنرالات الجيش ومسؤولي الامن السابقين يتم متابعتهم ... بما يتحدثون به لرجال الاعلام وللوسائل الاعلامية المعنية بالعمل المهني وفق رؤيتها الحزبية ... وحتى وفق ملاكها كل بحسب مصالحه واولوياته في ترتيب الاخبار واظهار المنشتات التي تبرز الخلاف ومدى الحدية التي تحدث خاصة في وقت الازمات والارتباك وزعزعة الجبهة الداخلية ... وعدم التألف ما بين اطياف المجتمع الاسرائيلي لاعتبارات عديدة لها علاقة بمسقط الرأس ... ومكان العيش حتى الوصول الى الارض التي لم يعرفوها .. ولم يولدوا عليها .... ولم يكن اجدادهم واباءهم وامهاتهم قد ولدوا فيها ... الا انهم جاءوا اليها مغتصبين ومحتلين بقناعات واهية وتضليل وخداع بأنها أرض الميعاد و ... هي ليست كذلك بالمطلق .

المتابعة الاعلامية لا تختزل ولا تختصر بجلسة اليوم الاحد والتي انتهت دون اعلان او قرار .. لكنها بحسب التقارير الاعلامية تؤكد على ان هناك خلافات وصلت الى حد اصدار التلفظات والتلاسن واطلاق الاتهامات ما بين اركان هذا المجلس المصغر ... والذي يؤكد على حدوث مزايدات ما بين اعضائه بحسب درجة الحدية والتعصب والتطرف واولوية الانتماء الحزبي والتعارض لاجل اتهام الاخرين والخروج أمام الرأي العام بأنه صاحب الصواب فيما يعتقد انه القرار المناسب على جدول اعمال هذا المجلس والذي بمجمله عبارة عن متطرفين ومهاجرين وليسوا اصحاب ارض وقضية .

الحدية والتطرف بالاراء المنشورة ... اضافة لما هو ثابت في معتقداتهم وأيدولوجياتهم له هدف سياسي ... فلا حدية وتطرف الا لاستفزاز الاخر ... او افشال ما يمكن اصداره من قرار ... وقد يكون الاستفزاز لمن هم خارج القاعة ... وبالتأكيد رسالة ذات دلالات لأصدقائهم ومدى المصاعب التي يواجهونها ... ومدى الامن المزعوم الذي تحيطه الاخطار ... ورسالة للاعداء أمثالنا بأن الصبر قد نفذ .... وان القرار على الطريق ... وان ما سيحدث سيشكل ندما ودما ودمارا لا حدود له .

بكافة الاحوال فالخلافات الداخلية ما بين الاحزاب الاسرائيلية حول ما يمكن اتخاذه من قرارات مسألة قديمة وليس جديدة .. لان ما يجب اتخاذه من قرار متوافق عليه ... ويؤكد على توجهات عامة ربما يحدث فيها خلافات في التوقيت والتكتيك ... لكن التوافق الاستراتيجي قائم ومعمول به .

هذا تاريخهم الارهابي الاجرامي ... وما اقترفت اياديهم من مجازر ... وما صدر عنهم من قرارات بنهب الارض وتدنيس المقدسات وزيادة عدد المستوطنين على ارضنا ... حديتهم مفتعلة ومبالغ بها .... ويحاولون خداع الرأي العام وتضليل المجتمع الدولي ... ومحاولة اقناع العالم انهم في خطر شديد .... وان امنهم غير مستقر وان التهديدات من الجنوب والشمال وحتى ايران .... وخطورة ما يربطون ما بين غزة والشمال وحتى ايران برغم ان القضايا مختلفة والاولويات بالتأكيد مختلفة .... لكنهم يحاولون تضخيم القضايا ... والنفخ بها وجعلها أمام الجميع قضايا ذات صعوبة خاصة ... وتحتاج الى مواجهة حاسمة وضربات قاسية قد يضيع فيها او يضحى بالالاف من الابرياء الامنين داخل مساكنهم واحياءهم .

حدية وخلاف الاسرائيليين ومن خلال الكابينت المجلس الوزاري المصغر يحاولون جرنا الى مواجهة عسكرية ... كما يحاولون استفزازنا بطرح سياسة الاغتيالات ... وحتى سياسة اعادة الاحتلال ... والابقاء على الحصار واغلاق المعابر .

حدية ارهابية عنصرية متطرفة ... تختلف كليا عن مدى الحدية التي يمكن ان تخرج منا والتي تكون في اطار الحق ... وعلى ارضية ردود الفعل .... لانها حديتنا التي هي حق لنا ... بينما حديتهم باطل عليهم ... حديتنا واجب علينا .... بينما حديتهم عدوان علينا .

هذا المجلس المصغر والذي لا يختلف عن مجلس الوزراء الا بقرارات الحرب والعدوان وما بداخله من نخبة من العسكريين والامنيين وما يتسمون به من تطرف وعداء .

نتنياهو رئيس الحكومة الذي يعيش احلك ايامه .... والذي سيجري معه تحقيقات باتهامات الفساد واستغلال النفوذ ... وما يحيطه من يمين متطرف ديني يجد نفسه امام قوة دفع للعدوان بتوقيت لا يخدم مصالحه الحزبية ... وستكون نتائجها الاولية التسريع باسقاط حكومته وائتلافه كنتيجة حتمية لا مفر منها .... كما ستكون النتائج افشال له قبل ان يدخل في سباق انتخابي جديد .

وحتى يتأكد المتابعون والمحللون والكتاب من طبيعة تقارير الخلافات الحادة بين المجتمعين داخل الكابينت الاسرائيلي فانهم سيكتشفون الخلاف حول من يقتل اولا ... ومتى سوف يتم احتلالنا ؟؟!! وكم سيكون حجم الدمار الذي سيلحق بنا ؟؟!!.

سيختلفون حول من يقتل اولا الطفل ام القائد ... الشاب ام المرأة .... ومنهم من يختلف حول حجم الدمار للمساكن والابراج ... ومنهم من يريد الاحتلال واعادته والتخلص من كافة اشكال المقاومة .

منهم من يريدوا ان يشنوا الحرب بأسرع وقت ممكن ... ومنهم من يريد الانتظار وفق حسابات سياسية ... وانتظارا للقاءات هامة وحاسمة ستجرى بالقاهرة ما بين جهاز المخابرات المصرية ووفد حركة حماس .... وما يمكن ان يخرج من نتائج من خلال المبعوث الاممي ملادينوف وما يمكن ان يخرج من جهد قطري بحكم علاقة مميزة باسرائيل .

أي ان قرار الكابينت محسوب بمواقف ونتائج لقاءات سابقة ولاحقة ... وما يمكن ان تتوصل اليه الاطراف المشاركة بهذا الجهد وعلى رأسها مصر الشقيقة وما يمكن ان تعجل به من ابرام اتفاق تهدئة وتنفيذ المصالحة ..... وتغيير الواقع من خلال تميكن الحكومة وبسط السلطة الوطنية لمهامها ومسؤولياتها وتحقيق رزمة المشروعات الانسانية لاغاثة غزة وأهلها .

اختصار القول ... ان لا نعطي للكابينت أهمية حول حدية خلافاتهم ... لانهم لا يختلفون في استراتيجيتهم .... ولا حتى في تكتيكاتهم ويتفقون على كل ما يمكن ان يضر بنا ... وان لا يأخذوننا الى مربعات مصنعة ... والغام قائمة ... بفعل تصريحاتهم المدروسة بعناية فائقة حول حدية خلافاتهم ... ونوعية اتهاماتهم .

لكن الاهم من الكابينت الاسرائيلي .... اصحاب القضة والوطن .... والشعب الذي ينتظر ... وعلى ماذا نتفق ؟؟!! والسؤال لماذا نختلف ؟؟!!

بقلم/ وفيق زنداح