قبل سبعة أعوام خرجت علينا ثورات عرفت بثورات ما يسمى بالربيع العربي، لكن فشلت أمريكا بتقسيم المنطقة، واندحرت الجماعات التكفيرية من سورية وتبقت إدلب، فباسترجاع إدلب من قبل الجيش العربي السوري ستكون نهاية الحرب في سورية، فكما نرى باتت إدلب تتصدر المشهد السوري، فسيناريو الحل العسكري بات مرجحا في ظل فشل الحل السياسي، فكما يبدو بأن الاتصالات الدبلوماسية تتواصل بين روسيا وتركيا وأمريكا بشأن الأزمة السورية، وذلك لتجنيب إدلب أي كارثة إنسانية في معركة قادمة في حال لم يتم التوصل إلى تسوية سياسية بشأن آخر حصن لفصائل المعارضة السورية.
فإدلب تختلف عن باقي المحافظات لأن وضعها يعتبر وضعا معقدا ومتداخلا بين أطراف إقليمية ودولية، فروسيا لا ترغب في خسارة تركيا في تعاملها مع ملف إدلب وذلك وفق مسار أستانا، فوضع إدلب يحتاج إلى تنسيق بين الأطراف الإقليمية والدولية، لكي لا يسقط مسار أستانا أو ينهار مما يخلق إشكاليات أخرى..
رغم أن الحل العسكري لإدلب يلوح في الأفق وهو السيناريو الأرجح، إلا أن السير في طريق الدبلوماسية سيستمر ما بين الدول كأمريكا وروسيا وتركيا وإيران، واحتمالية بدء المعركة ستكون في شهر أيلول سبتمبر كما يتوقع المراقبون والمحللين السياسيين..
مما لا شك فيه بأن التوافقات الدولية بالنسبة إدلب هي التي تتحكم في مصير إدلب، فعلى ما يبدو بأن الحل السياسي يظل في هذه المرحلة بعيدا عن المشهد في إدلب، وفي حال بدأ سيناريو استرجاع إدلب إلى من قبل النظام السوري تكون باستعادتها نهاية لثورات ما يسمى بالربيع العربي التي فشلت كما هو جلي، وإدلب النهاية بعد أكثر من سبعة أعوام من حرب دمرت سورية..
عطا الله شاهين