ليس الهدف محاولة قلب الصفحات واثارة المواجع والتشبث بالماضي القريب ... حتى لا اتهم بما ليس في النوايا ... بقدر التأكيد والثبات على مواقف ماضية وحالية ومستقبلية ... كنا نتحدث بها ونتباهى بها ... ونعمقها بذاكرة الاجيال ... ونؤمن بها ... ولا زلنا على ايماننا العميق والمتجذر بحكم الجغرافيا التاريخ والثقافة ... وما تم تناقله عبر أجيال عديدة ... وحتى نذكر من كانوا بغفلة من الزمن ... او بجهل او جهالة لحسابات ضيقة .... لا علاقة لها بحقيقة التاريخ وثبات المواقف .
وحتى أكون مباشرا في تقدير الموقف ... فان مصر الشقيقة لا بتقدمها أحد ... ولا يعلوا عليها كل المال السياسي ... أي كان مصدره ومنبعه ... وحقيقة أهدافه .
الحديث عن مصر ليس اليوم .... بل منذ زمن بعيد ... ونحن أمام مواقف عديدة لثقافة متجذرة ولدماء وارواح سقطت ... ولسياسة قومية عروبية لا ينازعها أحد .
وحتى نستعرض القول ... لتأكيد المؤكد وتثبيت المثبت ... بتاريخنا وحقيقة علاقاتنا ... فأن مصر الدولة العربية الوحيدة التي لم تتدخل بشؤوننا الداخلية .. كما غيرها من الدول .... التي حاولت ولا زالت تحاول ... وهي الدولة الوحيدة التي لم تدعم فصيل دون غيره ... والتي تعاملت مع القضية الفلسطينية باعتبارها قضية العرب الاولى .. بل انها الدولة التي تحرص على الشرعية الوطنية الفلسطينية ممثلة بمنظمة التحرير الفلسطينية ممثلنا الشرعي والوحيد ... كما ان مصر الدولة الوحيدة التي لم تمتد اياديها ولم تلطخ بدماء الفلسطينيين ... بل دفعت من دماء وارواح ابناءها وزهرات شبابها بعشرات الالاف من الشهداء لاجل فلسطين وحريتها .... الدولة التي قدمت بكافة المجالات والمناحي وعبر اجيال عديدة والتاريخ حافل ... ولا يتسع المجال لسرد ما قدمت مصر لنا .
تاريخ مصر وفلسطين ... تاريخ طويل وحافل وفيه الكثير من العبر والدروس والدلالات .... كما فيه الكثير من القيم والمبادئ والثوابت ... التي تؤكد ان هذا البلد العربي الشقيق كان ولا زال داعما ومساندا لنا .. ولم يكن في أي لحظة من اللحظات مشاركا او منحازا لجانب احد على حساب القضية الفلسطينية ... ودائمة السعي لتحقيق الحرية لشعبنا وانجاز استقلالنا الوطني واقامة دولتنا المستقلة .
مصر العربية عندما تستقبل بعض القوي والتيارات والجماعات للوقوف على أرضية واضحة ... وحتى تكون كاشفة لحقيقة الامور التي يعتريها بعض الغموض والالتباس ... حول حقيقة القوى التي تعمل داخل القطاع ... وحقيقة نواياهم .. وليس في استضافة هذه القوي والتيارات الا لأجل المصالح العليا للشعب الفلسطيني .. وليس تجاوزا للشرعية الوطنية الفلسطينية ... بل تأكيد مصري على ان الشرعية الفلسطينية لا ينافسها أحد .. بل انها الشرعية الوحيدة المعترف بها مصريا عربيا واسلاميا ودوليا .
هذا الموقف المصري لا يحتاج الى تكرار وتأكيد ... ولا الى اعادة صياغة بمفردات جديدة ... ولا الى مؤتمرات صحفية وتصريحات سياسية ... لان مصر بوضوح سياستها وثبات مواقفها تؤكد على الدوام على حقيقة ما تسعى اليه من انجاز المصالحة وعودة السلطة الوطنية وتمكين الحكومة وابرام التهدئة ... وانهاء الحصار وتنفيذ مشروعات تنموية انسانية ... باعتبار ذلك مدخل حيوي استراتيجي لتهيئة الاجواء ... وتعزيز المناخ الملائم نحو تسوية سياسية وفق مفهوم حل الدولتين وعلى اساس دولة فلسطينية بحدود الرابع من حزيران 67 وعاصمتها القدس ... وبقيادة منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني .
مصر واضحة وثابتة وتؤكد بكافة اللقاءات السرية والعلنية وحتى عبر المنابر على ان سياستها ثابتة وداعمة لفلسطين وشعبها وللشرعية الوطنية الفلسطينية .
وعلى الجميع ادراك ان مصر باقية على مواقفها وداعمة بكافة سبل الاسناد والدعم ... وان ثوابت السياسة المصرية القومية لا تخضع لحسابات ضيقة او جزئية بل حسابات مصر وفق معادلة وطنية قومية ... ترسخت عبر عقود طويلة بسياستها الخارجية وبعلاقاتها القومية .... واصبحت تشكل ذاكرة اجيال تعرف قدر مصر المكانة والدور ... وتعرف ان مصر لا يتقدمها ... ولا يعلوا عليها أحد ... لا من اصحاب المال السياسي ولا حتى من اصحاب المؤامرات القديمة والحديثة .
الكاتب : وفيق زنداح