كما نرى تتصدر التهدئة عناوين الصحف والمواقع الإلكترونية، والحديث عن التهدئة بات حديث الساعة والكل يترقب صفقة التهدئة التي ترغى القاهرة حوارات مع الفصائل الفلسطينية بغياب حركة فتح، لكن يبقى الحذر مطلوبا من صفقة ربما لن تؤدي إل تهدئة، بل يمكن أن تكون بداية لفصل القطاع عن الضفة ومن هنا كان الأجدى أن تكون لحوارات المصالحة الأولوية، فهل التهدئة هي هدوء مقابل هدوء دون الارتباط بمدة زمنية..
وفي ظل تسارع الحديث عن قرب التوصل إلى تهدئة، فهل يمكننا القول بأن غزة باتت على موعد مع تهدئة؟ ولو افترضنا أن الصفقة تمت، فهل الملفات الأخرى تتضمنها الصفقة، فمثلا ينقل بأن قطر ستقوم بتمويل فواتير الكهرباء كما أنها تشمل إقامة ممر مائي بين غزة وقبرص يخضع لرقابة أمنية إسرائيلية كاملة، فكما نرى فإن القاهرة تكثف من جهودها من أجل وضع اللمسات الأخيرة حول موضوع التهدئة بين إسرائيل وحماس، لكن كما نعلم بأن غياب السلطة الفلسطينية عن مشاركتها في حوارات التهدئة فإن صمود هذه التهدئة يبقى متدنيا، فحركة فتح تريد إتمام حوارات المصالحة قبل التهدئة، فكان من الأولى أن تكون حوارات التهدئة متوازية مع حوارات المصالحة، لكن يبدو بأن الأمور تسير وفق أجندات دولية، رغم أن الحديث عن قرب التهدئة يبقى كلاما، ومن هنا نتساءل لماذا التهدئة أولا؟..
عطا الله شاهين