في واقع تعيشه فلسطين القضية والشعب والارض ، نتيجة الهجمة الامبريالية الامريكية الصهيونية الرجعية ، تتعالى اصوت اصحاب اقلام من دول الخليج تتنكر للقضية الفلسطينية ولحقوق الشعب الفلسطيني ،هذا الشعب العظيم الذي يواجه بلحمه الحي الاحتلال وقطعان مستوطنيه وصفقة القرن والقوانين والمشاريع الصهيونية، حيث تسقط كل الشعارات المنافقة الذين يتحدثون ويكتبون عنها هؤلاء المطبعين مع كيان الاحتلال ، فعليهم ان يعلموا ان الشعب الفلسطيني يواجه بارادة شعبية بفعل المقاومة الشعبية ومسيرات العودة متسلحا بوحدته الوطنية وايمانه العميق بتحرير ارضه واقامة دولته وعاصمتها القدس ، فهو يعلم ان اطنانا من البترودولار دفعت من اجل صفقة القرن .
وسط هذا الواقع يستمر الشعب الفلسطيني وقيادته وفصائله وقواه في مواجهة الاحتلال ، وان ما يكتبونه هؤلاء اصحاب الاقلام المزيفة ويدعون انهم من المثقفين العرب اين هم من القضية الفلسطينية ، وهنا السؤال هل وصل بعض العرب إلى هذا المستوى من الانحدار والانحطاط الفكري والأخلاقي على مستوى القيم والمثل.
وفي ظل هذه الاوضاع كنا نتطلع ذات يوم الى الأمة العربية من اجل تحقيق وحدتها، على الأقل هذا ما كان يوحي به نبض الشارع العربي ، بل كانت الآمال عريضة باستكمال الاستقلال والتخلص من التبعية وتحقيق العدالة الاجتماعية.
ان ما نشهده اليوم في المنطقة العربية من سواد وتراجع من الآمال والطموحات، فالأقطار التي كنا نطمح لتوحيدها في وطن عربي كبير باتت مهددة بالتفكك والتشظي، والهوية العربية الواحدة يجري تشظيتها لمفاهيم ومكونات طائفية واثنية ضيقة، فيما يعود الاستعمار وهيمنته بوجوه وأدوات تديرها القوى الامبريالية وعلى راسها الولايات المتحدة الامريكية.
لهذا نقول لمن يريد ان يعلم ان الانتصارات التي تحقق على الارض العربيسة بفعل المقاومة تعيدنا الى زمن المد الثوري العربي ، حيث تنبض بالحياة وتحمل هذه المهمات ارضية فجر جديد ، وبارقة الأمل تأتي من وعي شعبي متراكم بخطورة ما يجري، من خلال نبذ كل الطروحات الطائفية ، هذه الجماهير والشعوب الواعية تحتاج من القوى التقدمية والقومية العربية تعزيز وحدتها ونضالها من اجل مصالحة الجماهير وآمالها، من خلال طرح رؤية عربية شعبية مشتركة، تنبض بالأمل، وتعيد لطاقة هذه الأمة معناها، وحتى تكون فلسطين بوصلتها .
نحن على ثقة بان الجماهير العربية وقواها القومية والتقدمية تعتبر فلسطين والقضية الفلسطينية هي قضيتهم الأولى، وهذا ما رأيناه من خلال المؤتمر القومي العربي ومنتدى العدالة لفلسطين الرابع واللقاء اليساري العربي والاحزاب العربية حيث اكد الجميع على عدالة القضية الفلسطينية، ولكن السؤال يبقى عند بعض الدول العربية اين هي من فلسطين والقدس ، فكفى دغدغة لمشاعر شعوبها، وتحقيق مكاسب سياسية ، فلسطين تصرخ وتنتظر نجدة الأشقاء العرب دون جدوى، ورغم أن حديثهم لا يتوقف عن مقاومة إسرائيل ودعم الحقوق الفلسطينية.
من هنا نطالب النظام الرسمي العربي ان تبقى القضية الفلسطينية في قلب الحدث لانه في حال التخلي عن فلسطين، ولا يمكن أن تنعم هذه المنطقة بالاستقرار دون حل عادل للقضية الفلسطينية يعيد لشعبها حقوقه الوطنية المشروعة في العودة والحرية والاستقلال.
وفي هذا المناخ الذي نراه ، نرى ان الشعب الفلسطيني الذي ينتصر في كل جمعة غضب في مسيرات العودة وفي المقاومة الشعبية لمواجهة ما يحاك من مشاريع تأمرية ، يؤكد قدرته على إعادة تأسيس رؤيته للصراع، وما يشبه إعادة التصميم لركائز قضيتا الفلسطينية، وإعادة إنتاجها في الواقع الفلسطيني، بكل مرتكزاته القومية والوطنية في الداخل والمنافي.
في ظل هذه الظروف فأن مواجهة المشروع الصهيوني الاستعماري الذي يستهدف المنطقة بأسرها، وتغليب المصالح العليا للشعب الفلسطيني والأمة العربية على أية مصالح فئوية أخرى، و ترابط كافة أشكال النضال بمواجهة العدو العنصري الاستيطاني ، تتطلب الربط بين النضال الوطني والقومي باعتباره السلاح الضروري في مرحلة التحرر الوطني لمواجهة العدو الصهيوني، وأهمية التعددية الفكرية والسياسية والاحتكام للخيار والحوار الديمقراطي في معالجة التناقضات الداخلية، وأهمية ترابط وتكامل حلقات النضال الفلسطيني والعربي والأممي في مواجهة المشروع الإمبريالي الصهيوني الذي يشكل خطراً على الإنسانية بأسرها.
ختاما : لا بد من القول أن استنهاض القوى الفلسطينية وخروجها من أزماتها صوب استعادة دورها في النضال السياسي والكفاحي من أجل توفير كل أسس الصمود والنضال باعتبارها الاولوية الى جانب المهام الاخرى. وهذا يتطلب تعزيز وتعميق الوحدة الوطنية الشاملة في اطار منظمة التحرير الفلسطينية.
بقلم/ عباس الجمعة