حماس ... والتصريحات خارج السياق !!!!

بقلم: وفيق زنداح

ونحن بأيام عيد الاضحى المبارك ... وما يجب علينا القيام به ... من الكتابة حوله وتعزيزه والبناء عليه لخلق واقعا تصالحيا ... متسامحا ... اساسه المحبة والاخاء ومجمل القيم الوطنية والثقافية المتوارثة ... وتعزيز التكافل والتضامن الاجتماعي لمواجهة الكثير من الازمات وعوامل الاحباط ... حتى نزيد من جرعات الامل .. وحتى نحاصر كافة عوامل اليأس وفقدان الثقة .. رحمة بأجيال ومجتمع يعاني ويلات الواقع وازماته وكوارثه ... ولا يحتاج للمزيد من الاقوال والتصريحات التي تغرد خارج السياق .
بداية من حق الجميع ان يقول ما يريد ... وان يتحدث بما يرى ... وبما يخدم وجهة نظره ومصالح حركته ... لكن الاكبر والاشمل من كل ما قيل ... ان يقف الانسان لقول كلمة الحق بما يخدم مصالح الوطن والشعب ... وبما يخفف من الامه ويحاصر ازماته ويغير من واقعه .
على قاعدة ان الحق ليس مطلقا في قول ما يريد كل شخص حتى وان كان قائدا ... وحتى لا يعكر الاجواء ويجعل من المناخ اكثر سوادا وتلوثا واحباطا .
أكرر ما قلنا وقال غيرنا ... ان حركة حماس جزء اساسي من الحركة السياسية الفلسطينية لها ما لها وعليها ما عليها ... تخطئ وتصيب ... تنجح وتفشل ... تجتهد لكنها لا يجب ان تقنع نفسها او تحاول اقناعنا انها تمتلك ناصية الحقيقة ... وغيرها شياطين الزمن والمكان ... لان حركة حماس في اولها واخرها وما تجتهد عليه في السياسة والميدان يؤكد انها حركة سياسية ... ولا علاقة لها بالأفضلية عن غيرها بمفاهيم الدين ... والوطنية والحرص بأكثر من غيرها .
الاستاذ موسى ا بو مرزوق عضو المكتب السياسي لحركة حماس في تغريدة له قبل عيد الاضحى المبارك يقول :-
ان فقدان الحرية يصاحبه فقدان الكرامة ... وانعدام الارادة بحسب قول ابو مرزوق ... وهذا الكلام لا نختلف عليه ونقوله ونردده ... لكن سيبقى السؤال كيف ؟؟ ومتى ؟؟؟ ونحن بحالنا الاسوأ .
ويضيف السيد ابو مرزوق ان الحرية تنتزع ولا توهب ... ويقصد لا تمنح ... تؤخذ ولا تعطى وان اعطيت باليمين اخذت باليسار كما يقول السيد ابو مرزوق وهذا الكلام صحيح بظاهره ... لكن غير واقعي بمضمونه بحكم تاريخ وثورات الشعوب وحركات التحرر وعلى مدار التاريخ ... فالمسألة ليست مجردة لكن المقصود ان الشعوب يجب ان تناضل لاجل حريتها باعتبارها وسيلة كفاحية لأجل الوصول الى هدف سياسي وعلى اعتبار ان النضال بشقيه السياسي والمسلح يعتبر اساليب نضالية لتحقيق اهداف وغايات سياسية وعلى رأسها الحرية والاستقلال .
ويضيف السيد ابو مرزوق في تغريدته ان الشعب الفلسطيني ونداء الاستغاثة المكررة لن تتوقف ... واخرها حسب قوله استغاثة عبارة الفردان !!!!!
وكأننا اصبحنا نبحث عن اسماء الاستغاثات ومناسباتها رغم ان الاستغاثات بالنسبة لنا لحظية ويومية وخاصة من داخل القطاع وحتى عبر الارض الفلسطينية بالخان الاحمر والاقصى وغيرها من المناطق الفلسطينية لأسباب عديدة لها علاقة بإجرام المحتل وعنصريته والتي يجب ان تأخذ اولوية في تسمية الاستغاثات وليس الحديث عما اسماه السيد ابو مرزوق استغاثة الفردان ... ونحن نعرف ما يحكم الواقع على الارض من ظروف أمنية تفرضها مصالح وسلامة المسافرين والذي له علاقة بأمن سيناء ... وهذا حق مصري مطلق ... ولا يجب ان نشارك بممارسة الضغوط ... بقدر مشاركتنا في المساهمة الايجابية لتعزيز الامن القومي المصري .
واضاف السيد ابو مرزوق في تغريدته الى جوهر ما يريد ان يقول دون مقدمات معروفة ومفهومة ان مبعوث ترامب قال ... على حماس نزع سلاحها ... وتسليم غزة للسلطة ... من اجل الانضمام الى العالم الحقيقي ... ويقول ابو مرزوق هذا ما طلبه عباس وحركة فتح خدمة للأعداء وتحقيق لمصالحهم دون ثمن !!!
كما باتفاقية باريس الاقتصادية ... والتنسيق الامني بلا مقابل وطني ... وبعض المكاسب الشخصية بحسب قول الاستاذ موسى ابو مرزوق ... وهو يحاول الخلط والتضارب والتضليل ... واخراج القضايا عن سياقها ومحاولة المقارنة المرفوضة ما بين امريكا واسرائيل ... وما بين المطالب الوطنية التي تمهد الطريق لاتمام المصالحة وتمكين الحكومة وبسط السلطة الوطنية لكافة مهامها ومسؤولياتها .
تصريحات السيد ابو مرزوق لا تخدم حركة حماس ... كما انها لا تخدم الوطن بأكمله .. وان حماس لم يطلب منها نزع سلاحها لان ما لدى حماس لدى غيرها وحماس حركة سياسية كما غيرها من الحركات والاحزاب ... وان تنظيم الحالة الفلسطينية من خلال عودة السلطة في اطار سلاح واحد وقانون واحد وقرار وطني واحد مسألة وطنية بامتياز ومحكومة بواقع سياسي يفرض نفسه بحكم تطلعنا للحل السياسي المنشود وعلى رأسه دولة فلسطينية بحدود الرابع من حزيران 67 وحتى نعمل على تعزيز خطابنا السياسي والاعلامي ... وحتى لا يغرد كل منا بتصريحات لا علاقة لها بالمشروع الوطني التحرري .. بل نتائج مثل هذه التصريحات مخيبة للآمال ومشتتة للجهود ... ولا تخدم حماس ولا غيرها من الحركة الوطنية الفلسطينية كما انها لا تخدم قطاع غزة وسكانه والذين يتطلعون الى اتمام المصالحة ... وحتى نبدأ بصفحة جديدة من العلاقات الوطنية بدايتها المصالحة وتعزيز السلطة لوجودها وانهاء كافة اشكال الخلاف على ارضية التوافق والشراكة السياسية .

الكاتب : وفيق زنداح