المشهد السياسي متداخل والى حد كبير ... والى درجة عدم القدرة على الفصل ما بين المناطق الجغرافية وحتى ما بين دولة واخرى .
تداخل ملحوظ وملموس ومتابع بتأثيراته ومؤثراته ... ولا موانع فاصلة ولا محاصرة قادرة على اغلاق الاجواء ... وكأن الهواء التي يتم التنفس به يجمع ما بين البشرية حتى وان اختلفت مناطقهم وقاراتهم .
أمريكا ومن خلال رئيس ادارتها ترامب يعيش ورطة من الوزن الثقيل مهددا بالفقر في حالة عزله ... وبانهيار اسواق المال اذا ما بدأت اجراءات عزله ... ورطة يعيشها سيد البيت الابيض حول استغلال وفساد وتأثيرات عديدة على اراء الناخبين باستخدام المال السياسي .
ملف كبير حول الدور الروسي في تسيير الحملة الانتخابية والتأثير على الناخبين لصالح ترامب وباعتراف أحد مستشاريه والتخوف من تحويل الملف الى المدعي العام .
ادارة امريكية بورطة من الوزن الثقيل تهدد مستقبل سيد البيت الابيض منذ بداية عهده وهذا ما دفعه الى نقل السفارة الامريكية الى القدس لارضاء الحركة الصهيونية ودولة الكيان واللوبي الصهيوني باعتبارهم اللاعب الاساسي في سوق المال والاعلام .
ترامب نقل السفارة الامريكية للقدس ... واليوم يقول ان القدس خارج أي تفاوض ولن تكون على الطاولة .. في محاولة اضافية من الرئيس الامريكي لارضاء الحركة الصهيونية واليهودية العالمية ومحاولة منه لانقاذ نفسه من خلال حركة صهيونية تقود الاقتصاد الدولي ... كما انها ذات الحركة الصهيونية التي تمتلك معظم الاعلام العالمي .
كافة الظروف التي يعيشها الرئيس الامريكي ترامب تدفعه خطوة خطوة على طريق تنفيذ صفقة القرن ... من خلال خطوات محسوبة .. وبحسب ظروف داخلية .. ومقومات غير قادرة على مواجهة مثل تلك الصفقة ... وعدم وجود البدائل والخيارات الاخرى لمواجهتها ... برغم كل ما يقال على ان هذه الصفقة تعيش موتا سريريا ... او انها تحتضر ... او انها قد انتهت الى الابد .
ترامب ونتنياهو يعملون في ظل ورطة مشتركة ... وان اختلفت مسمياتها ومنطلقاتها واسبابها ... وما يتم التهديد به لاسقاطهم وعزلهم ... وربما محاكمتهم على مخالفات يحاسب عليها القانون .
أمام الحالة التي يعيشها الرئيس الامريكي ترامب ورئيس حكومة الاحتلال نتنياهو ... ليس الحال الفلسطيني بأفضل كثيرا ... بل يضاف الى الملف الفلسطيني ... والمشهد السياسي حالة من التضارب والصراع والتناقض والتي تزيد من حالة الضعف والتشتت ... وعدم القدرة على بلورة خطاب سياسي واعلامي قادر على مواجهة التحديات وما يحاك في بعض العواصم واولها الدوحة وليس اخرها اسطنبول .
المشهد السياسي الفلسطيني يعيش ازمة حادة في ظل تساؤلات مطروحة حول ايهما اولا المصالحة ام التهدئة ؟!!!
ام المصالحة والتهدئة والسير بخطى متوازية ؟!!!
ومن الذي سيثوم بالتوقيع منظمة التحرير عبر ممثلها أم حركة حماس ؟!!!
ومن الذي يجب ان يمسك بالقلم ويوقع ويترأس جلسة التوقيع ؟!!!
نشهد تصريحات غير مسؤولة ولا تنم عن وعي سياسي ووطني ... بقدر ما تعبر عن حزبية قاتلة .. وتعالي كاذب في ظل سقوط عام .... يشمل الجميع حتى اصبحنا لا نعرف الفصل ما بين من اصاب ومن أخطأ
حالة يرثى لها في ظل سقوط المرجعيات والقرارات الدولية وتغليب لغة القوة والبلطجة السياسية الامريكية الاسرائيلية أمام حالة الضعف والهوان الفلسطيني والعربي وحالة عدم التوازن الدولي ... المشهد الاقليمي ليس أحسن حالا من المشهد العربي والذي يعتبر جزءا اصيلا بداخله فايران بأزمة كبرى .. كما تركيا بأزمة أكبر .. كما ان المنطقة برمتها أمام ارهاب تكفيري .
أي ان الحالة السياسية العامة تشهد لغطا وتضاربا وتناقضا ... يسهل من استمرار البلطجة الامريكية الاسرائيلية كما يسهل على اقزام المنطقة ان يواصلوا سياساتهم الداعمة للخراب والارهاب ... حتى وان اختلفت عناوين مساعدتهم فليبيا شاهد ... وسوريا مثال حي ... وما حاولوا القيام به بدعم الاخوان في مصر والارهاب في سيناء دليل اضافي على ان هذه الامارة القطرية لا تتوانى عن دفع المطلوب منها لاجل استمرار الخراب وتعزيز وجود الارهاب .
أخيرا وليس أخرا وعلى الاقل وبما يوفر ارضية ملائمة ... لبداية نأمل ان تكون صحيحة ان ننهي هذا المشهد المخزي ... وهذا الانقسام الاسود وان نعيد الى ذاكرتنا مشهد الوحدة الوطنية ... وحتى نستطيع وبالحد الادنى مواجهة بلطجة امريكا السياسية كما بلطجة الاستيطان الاسرائيلي والاحتلال العنصري وحتى نبقي على حالة الصمود على ارضنا وحتى نتمكن من الحصول على حريتنا واستقلالنا واقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة بعاصمتها القدس .
الكاتب : وفيق زنداح