ذات يوم حارّ شاهدت امرأة عجوز تجلس على الرصيف، تقابلت نظراتي بنظراتها وشاهدت حزنا ثقيلا في عينيها حزنها كان مختلفا عن أي حزن مثل أي حزن.. سرت من جانبها وسمعتها تتمتم في ذاتها عن ابنها الذي تركها ورحل مع امرأة عادية، لم أبال لبرطمتها، وسرت في طريقي وكأنني لم أسمع شيئا، كانت حرارة الشمس تلفح في تلك الظهيرة وجهي، وأردت الإستراحة من سيري المجنون تحت الشمس ووقفت تحت شجرة خروبٍ قديمة ورحت أنفذ دخان سيجارتي الفاخرة في الهواء وقلت هل حزنها الثقيل الذي رأيته في عينيها على رحيل ابنها، لكنني سمعتها حينما كانت تتمتم عن وطن بات يستباح من قطعان مستوطنين صاروا يهاجمون قرانا وممتلكاتنا، بلى هكذا سمعتها فسألتها ذات يوم بينما رأيتها بالصدفة أحزنكِ الثقيل الذي أراه في عينيكِ هو خزنكِ على رحيل ولدك فقالت كلا إنما حزني هو على سلب أرضنا يا أستاذ ففهمت سبب الحزن وقلت لها الله يكون في العون يا حاجّة..
بقلم/ عطا الله شاهين