مصر الحكمة والصبر ... وثبات المواقف

بقلم: وفيق زنداح

مصر لن تقبل بأن تكون ممرا أمنا للهروب من المسؤولية ... ولا يمكن ان تقبل ان تكون محطة للمجادلة العقيمة واضاعة المزيد من الوقت على حساب 2 مليون فلسطيني تشتد بهم العواصف والازمات الى حد الطحن والموت البطيء وضياع قضية عادلة لحقوق ثابتة ... كما ان مصر لا تقبل لتحقيق مكاسب زائفة لمن أخطأ وأساء التقدير والحساب ... مصر لا تقبل ان تكون شاهدا ومتابعا لاستمرار غياب القرار الذي تتقاذفه بعض العواصم .

مصر الراعية بمنظور قومي تاريخي ... وبحسابات وثوابت وقناعات واولويات لا فصال فيها ... ولا عبث حولها ... لأنها ثوابت السياسة المصرية ومتطلبات الامن القومي المصري ... وفي اطار واولويات مصالح الشعب الفلسطيني والتخفيف من اعباء واقعه والتمهيد لبناء مستقبل سياسي يحقق له طموحه الوطني ومشروعه التحرري .

عبر كافة المحطات والمنعطفات والتحديات التي تواجهنا ... نشعر بأهمية وضرورة ان نذكر ونؤكد على حكمة السياسة المصرية وثبات مواقفها الوطنية والقومية اتجاه فلسطين وشعبها وشرعيتها .

سياسة عريقة متجذرة بحكم ثقافة وتاريخ طويل ... ومعادلات قائمة وممتدة ومتجددة ... تؤكد على ان الكبار مثال مصر لا تهزهم الرياح والعواصف .... وان الصغار وامثلتهم كثيرة وعديدة ومحاولاتهم بطرق شتى الى اعاقة الكبار او تعطيل دورهم ستبقى في اطار المستحيل وتعبر عن غباء او استغباء ... او جهل مقصود لجهالة قائمة ومستحكمة .

وضوح الدولة المصرية ومؤسساتها عبر سياساتها ومواقفها كانت وستبقى كفيلة بأن تكون الرد العملي والحاسم على صغار الدول وحتى اقزام المنطقة برغم اموالهم وتحالفاتهم التي لا تستند الى اساس قوي بقدر ما تستند الى مصالح انية تخدم على مصالح دولية خاصة امريكية اسرائيلية .

الصغار سيبقون صغارا ولن تسعفهم اموالهم ... ولا حتى مخططاتهم وما يدبرون بالخفاء وما يعلنون .

الكبار مثالهم مصر والمعترف بهم ... بدورهم ورعايتهم وحتى الحكم بيننا لا يصل الى قامتها كل الصغار مهما حاولوا تضخيم انفسهم واستغلال نفوذهم وتعزيز وجودهم تحت عناوين عديدة .

مصر والثقة المطلقة بها والتي لا حدود لها ... ولا فصال فيها ولا تغيرات على قناعاتنا بأنها البلد العربي الواضح بسياسته ... والثابت على مواقفه .... والمؤمن بدوره ومكانته ... والذي لا يمكن ان يغير او يبدل في سياساته ومواقفه ... لأننا نتحدث عن تاريخ طويل وثقافة قومية وطنية وحسابات سياسية وأمن قومي لا يخضع الى أي هفوات او شوائب .

لذا ولكل ما سبق وما سوف يرد لاحقا أرى ضرورة التطرق للنقاط التالية :-

اولا :- مصر وسياستها القومية محكومة ومستندة لرؤية مصرية تاريخية لا يمكن ان ينال منها احد .. ولا يمكن تجاوزها تحت أي سبب او ذريعة وخاصة بما يتعلق بفلسطين وشعبها وشرعيتها .

ثانيا :- مصر لها ثوابتها السياسية وخطوطها الحمراء التي لا يمكن تجاوزها في أي موقف او اتفاق ... وضرورة عدم الاصغاء لبعض وسائل الاعلام ولبعض التصريحات وما وراءهم من مقاصد وتنبؤات لا علاقة لها بالواقع .

ثالثا :- مصر لا يمكن بكافة الاحوال ان تقبل بتجاوز المرجعيات الشرعية الفلسطينية والمتمثلة بمنظمة التحرير الفلسطينية ومؤسساتها ... وبالسلطة الوطنية الفلسطينية صاحبة الولاية القانونية والمسؤولية السياسية عن الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية .

رابعا :- مصر على الدوام وبحكم تاريخ مشرق لواقع قومي تحكمه السياسة الثابتة بالرعاية الشاملة ... وبرؤية شمولية تدرك المخاطر والتحديات تعرف بأكثر من غيرها ... وتعرف طريقها وتلتزم برعايتها وحكمها على القضايا ... لاجل أهداف واضحة تخدم الكل الفلسطيني وليس خدمة لفصيل على حساب فصيل أخر .

خامسا :- مصر بمساعيها الخيرة لا تقبل الا بما يعزز الحقوق الوطنية الفلسطينية والشرعية ومرجعياتها .. ولن يكون مقبولا بالنسبة لمصر أي مشاريع خارج فلسطين ... ولا امكانية للتوطين خارج فلسطين ... ولا تقسيم فلسطين ... لا دولة بغزة ولا دولة بدون غزة ... فلسطين بالنسبة لمصر مشروع وطني متكامل قائم على قرارات الشرعية الفلسطينية والعربية والدولية .

سادسا :- مصر ترى على الدوام أهمية الشراكة الحقيقية القائمة على البرامج الواحدة لتعزيز الديمقراطية واجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية لتعزيز النظام السياسي ... وبما يكفل مشاركة الكل الوطني وعدم القبول بأن يكون أحد خارج مؤسسات الشرعية الوطنية الفلسطينية .

مصر بثبات مواقفها ... والثقة العالية والمطلقة بها ستبقى العنوان لتاريخ محفور بذاكرتنا ولحاضر لا زال ماثلا امامنا .. ولمستقبل ننشده بالشكر الدائم لهذا البلد العربي ومدى تحمله وصبره على حالة الجدل الفلسطيني التي تعدت حدود المسموح والمقبول في ظل تحديات تواجهنا ... وازمات تطحن بعظامنا وظروف قهرية لا تعد ولا تحصى .

مصر وعبر توجيهات فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي لاستمرار فتح معبر رفح البري والعمل على تسهيل تحرك المواطنين وايجاد الاليات الانسب والتي تحفظ للمواطنين سلامتهم وكرامتهم تعبر عن سياسة مصرية اصيلة واحساس قومي ووطني بظروفنا ومدى حاجتنا للتحرك من والى مصر .

الشكر الدائم لمصر شعبا وحكومة وعلى رأسهم الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي يعمل بصورة دائمة على متابعة ظروفنا وتسهيل امور حياتنا وهذا ليس بجديد على مصر الكنانة وقاهرة العروبة .

بقلم/ وفيق زنداح