في ظل ما تتعرض له القضية الفلسطينية من محاولات تصفية بدأها الرئيس الأمريكي باعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل، والآن يريدون إلغاء حق العودة لأكثر من خمسة ملايين لاجئ فلسطيني، ويريدون تفكيك أو تقويض وكالة الغوث للاجئين الأنوروا، والعمل الآن جارٍ على ملف غزة من خلال تهدئة طويلة مع إسرائيل، والتلويح بضرورة قبول صفقة القرن، وإلا سيكون هناك بديل عن السلطة الفلسطينية، كما تقول الإدارة الأمريكية، ومن هنا علينا أن نضع المصالحة كأولوية على التهدئة، لأن التهدئة مسألة وطنية، وكما هو معلوم بأن منظمة التحرير هي التي تمثل الشعب الفلسطيني، ولهذا هي صاحبة القرار الوطني.
لا شك بأن موضوع التهدئة ما زال يكتنفه الغموض، رغم أنه يقال بأن التوقيع على التهدئة بات قاب قوسين أو أدنى، ولكن تبقى المصالحة مسألة ملحّة في ظل تعرض القضية الفلسطينية للتصفية، لأن الوحدة الوطنية تبقى السلاح الاستراتيجي للشعب الفلسطيني، في ظل ما تتعرض له القضية الفلسطينية من مؤامرات تريد إنهاء الثوابت الفلسطينية..
فالمصالحة تعتبر مهمة الآن لأن قضيتنا الفلسطينية في خطر من خلال صفقة القرن، التي تروج لها الإدارة الأمريكية ، ونحن كفلسطينيين لا بد لنا من مواجهة هذه الصفقة، لأن هذه الصفقة لا تلبي طموحات شعبنا الفلسطيني، الذي يتطلع إلى دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية وعودة اللاجئين إلى أراضيهم التي هجروا منها، ومن هنا تبقى المصالحة أولوية لإنهاء الانقسام بين شطري الوطن.
بقلم/ عطا الله شاهين