بداية عام دراسي جديد في قطاعنا الحبيب لكنه بنكهة خاصة مرصعة بالوجع والمأساة ..وبدلا من أن يستقبل الجميع الأهالي و المعلمين والطلاب ،هذا العام بالبهجة والاشتياق، لذاك الصرح العظيم منبع العلم والمنارة ،المكان الوحيد الذي له مكانته المرموقة وكيف لا وعلماء وكتاب ورجال فكر وأطباء ومهندسين ومهنيين كلهم جميعا خريجي ذاك الصرح الشامخ والتعليمي المتجسد في المدارس والجامعات وبدلا من ان تهيم الفرحة قلوبهم ببداية هذا العام الدراسي الا ان موجة كآبة وضنك وبؤس وحزن شديد ،قد اعتلت صدور الأهالي والمعلمين والطلاب فالعلاقة بين الطالب والمعلم أصبحت فيها الجمود والترهل والنفور والتوتر هي أشبه ما تكون بلغة الفيزياء كما الأقطاب المتشابهة للمغناطيس وليت الأمر على قدر التنافر فحسب، وكيف لا ونحن نعيش بوضع اقتصادي متدني للغاية أصبح فيه الكثير من أبناءنا الطلاب الجامعيين أصبحوا بالشوارع رغما عنهم بعد طردهم لعدم القدرة على تسديد أقساط الدراسة بجامعات طغت عليها النظام البرجوازي ،وكيف نجني ثمار العملية التعليمية و المعلم الذي هو أحد عناصرها الرئيسية مهددا بالفصل او التقاعد المبكر اوالاستغناء عنه تحت بند أنه موظف بعقد تم فسخه وبدون إشعاره كما حدث مع البعض من المعلمين التابعين لوكالة الغوث ،وكيف يستمتع الطلاب أويستقبلون العام الدراسي بكل فرحة وهم لم يستطيع أهاليهم توفير أدني متطلبات الحياة المدرسية كالزي المدرسي الجديد والحقيبة والدفاتر وأقلام الرصاص، بل منهم الكثير من لم يستطيع شراء أحذية واكتفوا بالذهاب بأحذية ممزقة لا تقي أرجلهم حرارة الصيف والتي تلسع أقدامهم العارية، ولا برد الشتاء حيث تصبح مرتعا للبرد القارس وللمطر ..وكيف يسعد الطلاب الصغار الذين لاحول لهم ولا قوة الا بالله ،أن يذهبوا للمدرسة ببناطيل مرقعة ،وببطون جوعى ،وجيوب خاوية بلا مصروف يومي ...ولانقول إلا حسبي الله ونعم الوكيل على من ضيق على عباد الله من أجل إطماع ذاتية تتعلق بالحزبنة أوالمصالح السياسية الخاصة أو غيرها،سينتقم الله منهم أولئك الذين يتاجرون بويلات أبناء شعوبهم .
بقلم/ حامد أبوعمرة