مرت سنوات طوال والانقسام الفلسطيني-الفلسطيني يتعمق ويتجذر في الخارطة السياسية الفلسطينية، رغم كل اللقاءات والحوارات التي جمعت طرفي الانقسام في بقاع الأرض لم ينتهي شبح الانقسام الذي بات يؤرق الشعب الفلسطيني على كافة توجهاته والوانه السياسية.
اليوم أصبحت المصالحة امراُ ملحا على أطرافها وقد تجاوبت حماس مع كافة الطروحات المصرية حسب ما يرد من اخبار لتتجاوز حالة الانقسام وتخرج الحالة الفلسطينية من عنق الزجاجة.
مع هذا اللين من قبل الفصائل الفلسطينية التي توحدت بقراراتها ومواقفها السياسية تجاه المصالحة لا يزال هناك معضلة تقف سدا منيعا في وجه كافة الجهود المصرية بوجه المصالحة تتمثل في مواقف عباس الرافضة لكافة المقترحات والصيغ التوفيقة لتجاوز مرحلة الانقسام!!
سؤال طالما يطرح نفسه بقوة سواء بالشارع الفلسطيني او من قبل الساسة والمحللين لماذا يخاف عباس من المضي قدما بالمصالحة وهو الذي كان دوما ولا يزال يقدم الغالي والنفيس من عناصر القضية الفلسطينية لمفاوضيه الإسرائيليين ويقبل بكل ما يمكن ان يعرض عليه للاستمرار بالمفاوضات التي عفا عليها الدهر دون نيله شيء على ارض الواقع من الوطن السليب!!
اتفاقيات عديدة تطيح بكل مقومات الدولة الفلسطينية التي يطالب بها عباس وقعها دون العودة للكل الفلسطيني على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والأمنية، تجاوز كل الخطوط الحمر والثوابت التي ما عاد لها من وجود سوى بأوراق لا قيمة لها ولا يطلع عليها أحدا لما بها من غياب على ارض الواقع.
عباس يخشى المصالحة الفلسطينية مما لهذه المصالحة من استحقاقات ستحرمه وفريقه من الاستفراد بالقرار الفلسطيني بعدما غيب عن هذا القرار حتى حركة فتح نفسها ورموزها الذين لا يزال الكفاح المسلح لديهم سبيل ولم يسقطوه من حساباتهم ولا يقبلون العيش تحت بساطير الاحتلال.
عباس يرتعب من المصالحة التي ستفرض عليه إعادة تشكيل البيت الفلسطيني وانضواء حركات مقاومة لمنظمة التحرير والمجلس المركزي واللجنة التنفيذية التي جميع مقاليدها اليوم بيد شخص عباس منفردا بها وبقراراتها رغم ما يحيطه من فريق لا رأي له سوى رأي سيده!!
مصالحة تفرض الإصلاح لمنظمة مهترئة لا يرضي عباس وفريقه ولن يتقبلوا شراكة فلسطينية تقاسمهم الرأي ولا تتقبل الاملاءات التي يفرضها عباس اليوم على كافة مؤسسات السلطة والمنظمة وكل المؤسسات المنبثقة عنها.
المصالحة تعني انتخابات تشريعية ورئاسية وتشكيل حكومة فلسطينية لا تخضع لإملاءات عباس وفريقه حكومة فلسطينية لها خلفية سياسية ومراقبة من التشريعي المصالحة تعني إعادة اصلاح منظمة التحرير وانضمام فصائل أخرى لها وتفرز مجلس مركزي وتنفيذية لا يكون عباس محتكرا لها.
المصالحة الفلسطينية سيستمر عباس برفضها بشكل مبطن ويستمر بفرض الشروط وتعديل الأوراق المصرية التي تطرح بين الحين والأخر سيبقى عباس حجر عثرة للتقدم لو خطوة واحدة جادة في اسدال ستار الانقسام والمضي بمصالحة وطنية طالما بقي للسلطة رئيسا وطالما بقي فريقه مهيمن على مجريات الأمور.
وستبقى المصالحة ذاك الوحش الذي يهرب منه عباس مستخدما عقوباته ضد غزة وأهلها لتبقى الأمور معقدة وتزيد من الابتعاد عن المصالحة!!.
بقلم/ محمد الافرنجي