الحكمة السياسية والمواقف الثابتة والراسخة والتي لا تتبدل ولا تتغير بتقلبات الزمن .... وشدة الاعاصير والاجواء ....سياسية محكومة بمعادلات وطنية قومية تاريخية تؤكد على عمق العلاقات الاستراتيجية التي تربط مصر بفلسطين ...والذي يؤكد على ان المصالح الفلسطينية لا تخرج عن اطار المصالح المصرية والعكس صحيح .... باعتبار أن البلدين والشعبين في اطار منظومة امنية قومية يتأثرون ببعضهم البعض ...هذه الحقيقة الازلية والتي تتجدد في ظل المشهد السياسي ومجمل الظروف والمعطيات القائمة وما يستوجب على مصر من دور بحكم المكانة والريادة والمتابعة الحثيثة لمجريات الاحداث وما يواجه القضية الفلسطينية من تحديات عديدة ومتشعبة ...
أولها : استمرار الاحتلال .... وثانيها : استمرار الانقسام وعدم اتمام المصالحة ....وثالثهما : حالة التوتر في ظل العدوان وعدم الالتزام الاسرائيلي وما يجري من أحداث ممكن ان تؤدي الي نشوب عدوان واسع وهذا ما تسعي مصر الي تثبيت التهدئة المبرمة بالعام 2014 ...وباعتبار أن المدخل لهذا التثبيت هو اتمام المصالحة الفلسطينية وانهاء الانقسام الاسود الذي أحدث شرخا وطنيا ونفسيا وسياسيا للقضية الوطنية الفلسطينية ....والذي يجب أن يعالج بأسرع وقت ممكن ....ودون تردد أو محاولة للاطالة تحت مبررات وذرائع واهية لا تعبر عن حقيقة الواقع في ظل ازماته المستحكمة ....وكوارثه القائمة وما يعانيه 2 مليون فلسطيني داخل القطاع ...وما يتعرض له الجزء الاخر من الوطن من تهويد واستيطان واعتداءات يومية وجرائم عنصرية اسرائيلية .
لقد كان لزيارة الوفد المصري الشقيق برئاسة الوكيل عمر حنفي وبحضور شخصيات قيادية من جهاز المخابرات العامة المصرية ....ومن بينهم مسئول الملف الفلسطيني العميد أحمد عبد الخالق ..... وزيارتهم الي مقر الرئاسة والالتقاء بالرئيس محمود عباس ..... لبحث ملف المصالحة وكيفية الخروج من حالة الانقسام في ظل تحديات سياسية ...... وظروف داخلية ...وأزمات خانقة .
الوفد الذي التقي الرئيس عباس ما بعد مكالمة هاتفية هامة مع فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي قبل ايام تدلل على حرص القيادة المصرية واهتمامها ومتابعتها الدائمة للملف الفلسطيني بكافة جوانبه .... والتي تعمل بصورة مستمرة على متابعة الظروف الفلسطينية وتعزيز مقومات الصمود والمواجهة لكافة التحديات القائمة والقادمة في ظل الحديث عن امكانية تطبيق صفقة القرن والاعلان عنها ....ومحاولة التلاعب بالساحة الفلسطينية واستغلال ظروف الانقسام ..... بما يخدم اسرائيل ....وبما يضر بالشعب الفلسطيني ومشروعه الوطني التحرري .
كان للقاء الوفد المصري الشقيق مع الرئيس عباس فرصة سانحة لزيادة المشاورات ...واتساع البحث في امكانية ايجاد المخارج الممكنة للأزمات القائمة .... ولتمهيد الطريق لاتمام مصالحة فلسطينية أصبحت في أولوية العمل الوطني ..... ما بعد أكثر من عقد من الزمن تراجعت فيه القضية الوطنية واستغلت القضية بأبشع صورها ..... وانتهكت الحقوق بصورة واسعة من قبل اسرائيل وقطعات المستوطنين ..... زيارة حاسمة للوفد المصري ...الي رام الله ولقاء الرئيس عباس ....والتي تمهد الطريق لقمة مرتقبة قادمة ما بين الرئيس السيسي والرئيس عباس .
قمة قادمة تعطي دلالات ورسائل لكافة المراهنين والمحللين .... والذين لا يقرأون حقيقة العلاقة الاستراتيجية .... ولا يدركون الحسابات القومية ..... ولا يعرفون المصالح العليا التي تجمع البلدين والشعبين والقيادتين .
زيارة حاسمة لمواجهة صفقة القرن ...واتمام المصالحة الوطنية باعتبارها مصلحة فلسطينية ومصرية وعربية ..... والعمل على تثبيت التهدئة عبر الشرعية الفلسطينية باعتبار أن الشرعية الفلسطينية بوابة وعنوان القضية الفلسطينية .
مصر تجدد مواقفها وتؤكد على سياستها التي عبر عنها فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي .... وما أكده الرئيس محمود عباس من أهمية الدور المصري الشقيق .....ورعايته الدائمة ومتابعته الحثيثة ومدي الثقة العالية بهذا الدور ....ومدي قناعة الشعب الفلسطيني وقواه السياسية وممثله الشرعي والوحيد منظمة التحرير الفلسطينية من أن مصر ستبقي سندا وداعما استراتيجيا لفلسطين وشعبها وقيادتها .
هذه الحقيقة الساطعة التي حاول الجاهلون تجاهلها .....والتلاعب عليها .... واليوم يمكن القول لهم لقد خسرتم رهانكم .
الكاتب / وفيق زنداح