يتساءل كثيرون لماذا يتولى مسؤول واحد عدة حقائب من المسؤوليات الثقيلة؟ ولماذا يبقى المسؤول ملتصقاً بمنصبه لسنوات طوال؟ هل يعاني وطننا الفلسطيني من شح في الكفاءات والخبرات؟
هذه التساؤلات لم تأت بالصدفة، ولم تأت ايضاً من فراغ، بل لأن هناك استياءً من تولي نفس الشخصيات والقادة عدة مناصب في آن واحد، ولأن هؤلاء لا يستطيعون، إن أردنا قول الحقيقة وبكل جرأة، أن يؤدوا واجباتهم تجاه هذه المناصب بشكل جيد، إذ أن المنصب الواحد يحتاج الى أكثر من مسؤول واحد ليديره في كثير من الأحيان. وهناك شعور بأن هؤلاء يتولون المناصب الوزارية وغيرها بصورة "فخرية" فقط، وبعضهم لا يعرفون شيئاً عن المكاتب التي يديرونها أو هم المسؤولون الأوائل عنها.
انطلاقاً مما ذكر سابقاً، فان هناك حاجة ماسة الى اتخاذ خطوات من القيادة الفلسطينية لتفعيل وتنشيط المؤسسات من خلال توزيع المسؤوليات على من هم أصحاب قدرة وكفاءة وخبرة، وفلسطين لا تعاني من شح في الكفاءات وأصحاب الخبرات، بل هي متوفرة وبصورة واسعة.
ولا بُدّ من القول أو التلميح الى، أو التشديد على، أن ليس كل صاحب كفاءة معينة هو الشخص المناسب لهذا المنصب أو ذاك، بل هو مؤهل فقط لإدارة مسؤولية لها علاقة بكفاءته وخبراته، أي يجب أن يتم وضع الرجل المناسب في المكان المناسب وبعيداً عن المحسوبيات والوساطات والتوصيات والتداخلات المتنوعة.
ليس الهدف من هذا المقال هو التقليل من مكانة أحد من المسؤولين الحاليين، ولكن كل الهدف في أن يتحمل أكبر عدد ممكن من أصحاب الكفاءات المسؤوليات في هذا الوطن الغالي، والا يشعر أي منهم ان كفاءته لا تخدم الوطن، ولذلك عليه الرحيل الى الخارج كي تستفيد منه أوطان أخرى.
إننا بحاجة الى بناء مؤسسات بالشكل السليم والصحيح حتى نواجه ما نتعرض اليه من مؤامرات لتصفية قضيتنا، ومن جهود معادية تبذل لإضعافنا، فالمؤسسات المبنية على أسس صلبة وسليمة قادرة على الحفاظ على الوطن، وقادرة على ادارة المعركة ضد الخصوم السياسيين بصورة سليمة. ولهذا نأمل أن يتم استثمار كل الكفاءات في الوطن، والا يكون هناك تفضيل صاحب كفاءة عن آخر وان يكون الحكم هو مقدار ونوعية العطاء، وكذلك درجة الوفاء والاخلاص في الاداء وتحمل المسؤوليات.
بقلم/ جاك خزمو