أعتقد أن خيار " الكنفدرالية مع الأردن " نوع من الترف السياسى ، وليس من باب الحل الواقعى لعدة أسباب :
أولاً : الكونفيدرالية تحترم مبدأ السيادة الدولية لأعضائها وفي نظر القانون الدولي تتشكل عبر اتفاقية لا تعدل إلا بإجماع أعضائها، الأمر الغير وارد بين الطرفين .
ثانياً : الرئيس أبو مازن حينما تناول العرض اشترطه أن يكون ثلاثيا، بمعني وجود الإسرائيليين فيه ، وهو يدرك تماماً رفض اسرائيل للفكرة قلباً وقالباً وطرحه احراجاً سياسياً لاسرائيل .
ثالثاً : الأردن رسمياً أعلن رفضه للفكرة المطروحة من قبل الولايات المتحدة حول إقامة "كونفدرالية" مع الضفة الغربية، مشدّداً على أهمية بناء الدولة الفلسطينية وفق حدود 1967 .
رابعاً : الفصائل الفلسطينية ترفض أى حلول سوى ما نصت عليه الاتفاقيات الدولية وقرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة المستندة إلى حق تقرير المصير والدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف مع حق العودة ، وترى أن الكونفدرالية الفلسطينية الأردنية يمكن أن تؤسس لحل دائم تضيع معه القضية الفلسطينية وتتحول الاردن وطنا بديلا كما خطط الاسرائيليون وخاصة اليمين الإسرائيلي منذ فترة طويلة ، معتبرين أن حل الكونفدرالية سيسهل الحفاظ على القدس موحدة تحت سيادة إسرائيل، وتطبيق خيار تبادل الأراضي، مما سيمنح إسرائيل عمقا إستراتيجيا في غور الأردن، ويبقي الكتل الاستيطانية، ويسهل نزع السلاح من الضفة والقطاع، ودولة كهذه ستكون أقل تعرضا للخطر .
د. رأفت حمدونة