شفتان ترتشفان شفة كأسٍ مشروب غريب
الشفتان بلا روج أحمر
امرأة شقراء تجلس في مقهى تبعدني عنها مسافة أمتار
تحتسي مشروبها بترو مجنون
وأنا أمجّ سيجارتي بهدوء
في مقهى فارغ من النخب المثقفة
تمسك هاتفها الخليوي وتلعب لعبات مملة
تدير ظهرها لي
أراني أختلس نظرات صوب جلستها الصاخبة
أنوثتها تقفز من قميصها البرتقالي
امرأة لا تنظر صوبي البتة
وكأنني لست موجودا
ليس أحد سوانا في المقهى
النادل ينعس على الكاونتر
ومدير المقهى في غرفته يتشاجر مع زوجته على هاتفه الخليوي
أراها تحتسي آخر رشفة من كأسها
تقوم من على كرسييها
تنبّه النادل الغافي
تدفع له ثمن المشروب
تخرج من المقهى
يراني النادل
يقولي لي من بعيد أرتيد شيئا يا أستاذ؟
أردّ عليه فنجان قهوة سادة
يأتي النادل وكأن النعاس ارتمى في عينيه
يسألني أتدري من تلك المرأة؟
أرد عليه كلا ولا أريد أن أعرف
ينظر النادل باستغراب ويقول كما تريد يا أستاذ!
أشعل سيجارتي الأخيرة
أحتسي فنجان قهوتي على عجل
أخرج من المقهى
أسير على الرصيف
أصل بيتي متعبا
أتمدد على أريكتي البرتقالية
وأغمض عيني
لكنني أرى تلك المرأة
أراني أخطو صوبها
تسألني لماذا الآن؟
أقف عاجزا عن الإجابة
أصحو من حلمي على صياح الجيران
يضيع الحُلْمُ
عن امرأةٍ بلا روج أحمر
بقلم/ عطا الله شاهين