مهما يكون مشروع صفقة القرن ، نرى الصمت العربي والدولي حول قرارات الادارة الامريكية اتجاه ما يتعرض له الشعب الفلسطيني ، وخاصة القرار الاخير الذي اتخذته ادارة ترامب بوقف تمويل وكالة الاونروا الشاهد العيان على نكبة الشعب الفلسطيني ، وهنا السؤال هل بدأت ادارة ترامب بتنفيذ صفقة القرن في ظل الظروف الدقيقة التي تعيشها المنطقة العربية .
ان ما اقدمت عليه ادارة ترامب منذ اللحظة الاولى لتسلمها الادارة بقرار نقل السفارة الأميركية الى القدس ومن ثم الاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني ، وصولا الى القرار بوقف تمويل وكالة الاونروا يؤكد على خطورة المرحلة ، الا ان صمود الشعب الفلسطيني وقيادته والتمسك بالحقوق والثوابت الفلسطينية وبوكالة الاونروا ، هذا الصمود سيؤدي حتما الى افشال الصفقة والمشاريع والمخططات الامريكية والصهيونية .
ومن هنا نرى ان الرفض الاممي للمشروع الأميركي الذي يحاول خنق الوكالة الدولية وتجفيف مصادر تمويلها وصولا الى وقف نشاطاتها باعتبارها احد ابرز الشهود على القضية الفلسطينية، ولكونها تتعلق باهم عناصر القضية وهو اللجوء، تستدعي من المجتمع الدولي وقفة جريئة وصلبة بمواجهة العنجهية الامريكية ، التي تستهدف القضية الفلسطينية من خلال ما يسمى صفقة القرن، والتي ستؤجج العنف في المنطقة والعالم من جديد.
ان ما تقوم به ادارة ترامب هو حرب شاملة ضد اللاجئين الفلسطينيين، وضد حقهم في العودة إلى ديارهم وممتلكاتهم التي هجروا منها منذ العام 1948، وخطوة خطيرة على طريق إفلاس الأونروا وتعطيل خدماتها، لهذا نقول ان وكالة الأونروا، عصية على الشطبِ أو الإنهاء، مهما جَفت مصادر تمويلها تحت ضغط الابتزاز الأميركي، فهي تستمر في أداء برامجها في مجتمع اللاجئين الفلسطينيين مُستندة لقوة الشرعية الدولية، بقرار تأسيسها الرقم 302 الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة لسنة 1949، والذي ربط استمرار عملها إلى حين تحقيق القرار الأممي 194 الصادر بتاريخ 11/12/1948، والقاضي بحق اللاجئين الفلسطينيين بالعودة إلى ارضهم وديارهم والتعويض عليهم، وخاصة ان وكالةِ الأونروا، الشاهد الحي، الأممي، والتاريخي، على نكبةِ فلسطين، والحافظةِ لسجلاتِ أبناء ولاجئي فلسطين بعد النكبة.
وامام هذا التصعيد العدواني الأميركي واستخدام المساعدات الإنسانية والتنموية كسلاح للابتزاز السياسي نؤكد ان الشعب الفلسطيني سيتصدى لهذه المؤامرة التي لن ينجح، فالشعب الذي يقدم التضحيات في مسيرات العودة والمقاومة الشعبية ، خاصة في قطاع غزة المحاصر والضفة والقدس ، والشعب الفلسطيني اللاجئ الذي يتطلع الى العودة ، هذا الشعب العظيم سيواجه كل المشاريع التي تنال من حقوقه ، وان قضية اللاجئين الفلسطينيين هي جوهر الصراع في المنطقة، وأن حلها يكمن فقط في تطبيق قرارات الأمم المتحدة، وفي مقدمتها القرار 194.
ختاما : لا بد من القول ان المرحلة الراهنة تتطلب موقفا فلسطينيا حازما من خلال تعزيز الوحدة الوطنية وتمتين أسس الشراكة الوطنية والتصدي لاي محاولات تقوم بها الإدارة الأميركية بإيجاد بدائل للقيادة الفلسطينية باعتبار ذلك تدخل فظ في الشؤون الداخلية الفلسطينية، وستبقى منظمة التحرير الفلسطينية قائدة نضال الشعب الفلسطيني وممثله الشرعي والوحيد.
بقلم/ عباس الجمعة