المتابع للشأن السياسي الدولي يدرك تماماً أن مركز هذا الكون هي فلسطين ، وأن أكثر شعوب الأرض ارتباطاً بأرضه شعب فلسطين الذي لا يرضى عنها بديلاً ، بدليل أن أمريكا العظمى قد تركت مختلف القضايا الشائكة في العالم لتتفرغ لمناكفة الفلسطينيين ودعم الدولة العبرية بكل مقومات القوة والوجود وتسعى لإلغاء الوجود الفلسطيني ، وللتغطية عن عجزها في ذلك تتخبط وتصدر باستمرار قرارات تستهدف الفلسطينيين المتمسكين بحقهم كالقابض على الجمر وهي كدولة عظمى تضع رأسها برأس شعب أعزل آثر التضحيات في سبيل حقه فكان عظيماً بصموده وكفاحه كعظمتها بل أعظم منها وجعل من فلسطين الرقم الصعب في هذا الكون بدعم من جيرانه وأشقائه العرب والمسلمين والقوى الخيرة في هذا الكون الفسيح.
لقد سئمنا وسئم العالم أجمع من عبثها للنيل من فلسطين وشعبها ومحاولاتها المستميتة لتجميل هذا الكيان الصهيوني الباغي، في سبيل تثبيت وجوده وجعله مكوناً أساسياً من مكونات المنطقة ، فجميع القرارات التي تتخذها إدارة ترامب المعادية للفلسطينيين تهدف من ورائها تصفية قضيتهم والهيمنة على المنطقة العربية ، وبالتنسيق والتفاهم مع قادة الكيان الصهيوني الباغي، فهناك تواصل دائم ويومي بينهما بهذا الخصوص ويتم التشاور والاتفاق على كافة الخطوات المتلاحقة التي تتخذ لإبقاء المنطقة العربية في حالة تخبط وشلل وضعف وعدم قدرة على مواجهة ما تريده أمريكا والدولة العبرية ، للتفرد بالمسألة الفلسطينية ، فالدولة العثمانية كانوا يطلقون عليها رجل أوروبا المريض رغم هيمنتها وسطوتها عليهم ، والآن الدولة المتفردة في العالم أمريكا تتنازعها رغبات شيطانية بما يصدر عمن يتسيدون بيتها الأييض من رؤساء ينفذون قرارات الآيباك الصهيوني رعاة الإرهاب والتطرف العالمي لصالح الكيان الصهيوني هي بحق رجل العالم المريض . فهناك لجان صهيو أمريكية لدراسة مستقبل المنطقة العربية بكاملها والعبث بقضية العرب والمسلمين الأولى لتكون شغلهم الشاغل وهم يحاولون يائسين النفاذ لدواخلنا في سبيل إيصالنا نحو اليأس والتسليم بسياسة الأمر الواقع ، وهذا مثبت من خلال استمرار الإدارة الامريكية وأجهزتها الاستخباراتية والسياسية والعسكرية والاقتصادية في إصدار قرارات إجرامية كالاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني وفتح سفارة واشنطن فيها والتوقف عن دعم الأونروا والحديث عن إلغاء حق العودة وطرح الكونفدرالية الفلسطينية الأردنية دون عمل جاد لقيام الدولة الفلسطينية المستقلة علىى الثرى الفلسطيني والتدخل في الشؤون الداخلية لكافة الدول العربية المؤثرة منها وغير المؤثرة إقليمياً وفيه تعدٍ سافرٍ وفاضح على حقوق الشعب العربي الفلسطيني الذي يناضل من أجل بناء دولته الفلسطينية المستقلة أسوة بكل شعوب الأرض ، ومخالفاً لكل الشرائع الدولية في تدخلاتها في الشؤون العربية خدمة للمشروع الصهيوني..
فالقرارات الأمريكية تستهدف تصفية القضية الفلسطينية ولأن تصبح الهيمنة على الأرض العربية لوكلائها في الدولة الصهيونية المحتلة للأرض الفلسطينية وكل رجل حر مقاوم لتدخلاتها في الشأن الفلسطيني والعربي والإسلامي؛ وكافة قراراتها تمثل اعتداء صهيونياً أمريكياً صارخاً على أمتنا ورموزها الرافضة للهيمنة الصهيو أمريكية خاصة شعبنا الفلسطيني ورموزه الوطنية.
وسيستمر الشعب الفلسطيني في التصدي لهذه المؤامرات المكشوفة وتوحيد الصف والكلمة، والوقوف على صخرة الثوابت والمبادئ الفلسطينية ورفض وإسقاط كافة المشاريع التصفوية الساعية لتهويد فلسطين والقدس والمسجد الأقصى المبارك ، فالمخططات الصهيونية الأمريكية تستهدف اجتثاث المقاومة وتدمير قدراتها، والعمل على تركيع إرادة شعبنا الفلسطيني في مواجهة مخططات الاحتلال التي تستهدف مواصلة سرقة أرضنا الفلسطينية، ومواصلة مخططات التهويد والاستيطان وقتل الإنسان الفلسطيني.
وفي الختام أؤكد أنني لا أكن كرهاً لأمريكا ولا لشعبها ، بل أتمنى لهم كل رخاء وتقدم وخير ، لكن بعيداً عن مواقف تقود بلادهم لمغامرات غير محسوبة تخدم أجندات في نهاية المطاف ليست في صالح أمريكا ولا الشعب الأمريكي وتضر بسمعته وديمقراطيته ،وليتذكروا أن سياسات إنجلترا الاقتصادية التي اتبعتها ضد مستعمراتها كان لها دور أساسي في وقوف الشعب الأمريكي حينذاك ضد هذه السياسات ، وبشكل خاص لتلك القوانين التي تم اصدارها في عام 1651 تكبدوا جراءها مشقة هذه الأمور من خلال فرض الضرائب ، ما فجر ثورة شعبية عارمة قادت البلاد نحو الاستقلال.
بقلم/عبدالحميد الهمشري