قلة الرد ...رد !!!

بقلم: وفيق زنداح

ليس دورنا كإعلاميين وكتاب أن نتابع كل ما يصدر من تصريحات من هنا وهناك .....ربما البعض منها لا يحتاج الي تعليق او رد أو توضيح ....وربما لا يحتاج الي تحليل لأنها تصريحات تنتهي بمهدها .... وتموت عند سماعها ...ولا تجد لها سبل الحياة والتفاعل ....ولا حتى امكانية التنفيذ ورؤيتها على أرض الواقع .
لهذا يجب أن نكثف جهودنا وطاقاتنا ...عملنا ومفرداتنا المستخدمة وتحليلاتنا الصائبة بما يخدم شعبنا وقضيتنا ومشروعنا التحرري ...باعتبار هذا من صلب عملنا ومهام مسئولياتنا ....ومضمون رسالتنا للرأي العام صاحب الفضل والمقدرة على تحليل الصواب من الخطأ .
لا يجب أن نقبل لأنفسنا بأن نؤخذ بمتاهات التصريحات الخارجة عن السياق والتي لا فائدة منها ولا طائل الا تعكير الاجواء وزيادة مساحة السجال .... والمناكفات .... وتوتير الأوضاع واعاقة مسيرة العمل والانجاز في ظل أزمات طاحنة وكوارث قائمة وشعب يتطلع الي تغيير واقعه الي الافضل .....بما يعزز من صموده وقدرته على الثبات .
الحكمة والسياسة بالعمل الوطني يجب أن تصب بخانة الفعل الوطني الايجابي وليس بخانة التكتيك السلبي والمناكفة الانية ...... والتجاذبات الهادفة وحتى نبقي ما بين الصفر ...وأقل من الصفر..... بكل ما في هذه العودة غير المقبولة من خسارة وطنية ..... تضاف الي حالنا الأسوأ بتاريخنا ..... والأخطر عبر مسيرتنا وتضحيات شعبنا .
الخلاف والاختلاف مسألة سياسية و انسانية طبيعية ....وليس فيها ما يمكن أن يهز من صورتنا ويسيئ الي أوضاعنا ...ويزيد من أزماتنا ...يمكن أن نختلف ونتفق ولكن سيبقي السؤال كيف نختلف ؟؟!! ....ولماذا نختلف ؟؟!! وكيف نتفق ؟؟؟!! ...وعلى أي شي نتفق ؟؟!! .
هذا جوهر الفعل الوطني لأن الاختلاف في ظل سيادة الفلتان الاعلامي والسياسي ....وشبكات التواصل الاجتماعي .....واستخدام المصطلحات الخارجة عن السياق وغير الواردة بثقافتنا الوطنية التي تربينا عليها ....ونشأت أجيال عديدة على مبادئها وقيمها وأصبحت راسخة بسلوكياتنا ومنهجية فكرنا .
هناك من العبارات المستخدمة التي لا تليق بنا .....ولا تنسجم مع حالتنا ....ولا تؤدي لنا ما يمكن انتظاره لا على صعيد شعبي ..... ولا حتى على صعيد وطني .....ولا على صعيد علاقات خارجية ......بل العكس تماما ..... اهتزاز بالصورة وايصال رسالة سلبية أننا لا زلنا بحالة مراهقة سياسية ........ولن نصل بعد الي مرحلة النضج السياسي والوطني التي يؤهلنا لحكم أنفسنا وصياغة علاقاتنا الوطنية .
ليس مقبولا أن نقطع الحبال ....ويجب علينا ان نصل ونتواصل وأن لا نجعل انفسنا في مرحلة الفراق...... بل يجب أن نكون جميعا في محطة الوطن ومتطلباته .....الوحدة ومقوماتها وأن لا نعتمد على زواج كاثوليكي يحرم الطلاق ....... بل يجب أن نعي ما نقول وأن ندرك المخاطر وان نتبين دربنا وطريقنا ..... وأن نفكر بمنهجية وطننا .....وأن نقر أننا لا يمكن أن نصبح وطنيين ...... ولا سلطتين .... ولا شعبين ..... بل نحن وطن واحد وسلطة واحدة ولا مكان للقسمة على اثنين .
كافة الوقائع والمؤشرات كما الابعاد التاريخية والواقعية تحكمنا جميعا ولا تعطي المجال للتهرب من قانون ينظم حياتنا ومن وطن يجمعنا .....ومن تضحيات شاركنا فيها ....... ومن هواء نتنفس منه جميعا .
نحن داخل وطن واحد ...... لشعب واحد ....لسلطة واحدة ....لنا أن نختلف كما لنا أن نقول في الاطار وفي السياق الممكن والمقبول ......لكننا لا يجب أن نقطع الحبال ..... وان نخرج عن السياق وأن نزيد من شقة الخلاف والجرح .......حتي لا نصعب على أنفسنا ولا حتي على غيرنا من الاشقاء الذين يريدون مساعدتنا .
يجب أن لا نقبل باهتزاز صورتنا ..... فكفي ما نحن عليه وما بداخلنا من انقسام أسود لا زال ينخر بعظامنا ويأكل من لحمنا...... ويقتل أجيال من شبابنا ...... ويشوهه ثقافتنا .
صورتنا أمام العالم تحتاج الي المزيد من الوعي واليقظة ....والي المزيد من الحكمة والدراية ولا تحتاج الي كل من يمتلك القول ليتحدث بما شاء .....ووقتما شاء .....واينما شاء .....دون حسابات سياسية ووطنية .... ودون خدمة لأحد ....بل ضررا شاملا وقاطعا ..... يهز من صورتنا .... ويجعلنا بمأزق اكبر ..... ويفسح المجال للتلاعب بنا وبقضيتنا ..... وتمرير المؤامرات علينا .
نتمنى ان نعود الي جادة الصواب ..... بحكمه العقلاء ..... والقارئين لمجريات الاحداث ..... وحساباتها الدقيقة ..... وأن لا نخرج بكلمات تسئ لنا ....ولا تخدمنا .... وحتى يمكن لنا ولغيرنا انقاذ ما يمكن انقاذه ..... وليس اضاعة ما تبقي وهو قليل .... وعندها لا ينفع الندم .... وبالتأكيد لن يرحمنا التاريخ .
الكاتب :/ وفيق زنداح