منذ افتتاح سينما ومسرح أم الفحم قبل حوالي نصف عام، وهو يتعرض لهجمة ظلامية، وحملات افتراء وتشويه، بالاضافة الى التهجمات الكلامية والتخرصات والدعوات المشبوهة، التي تطالب وتحذر من اقامة فعاليات ونشاطات ثقافية وفنية تحت مزاعم زائفة وباطلة وغطاء ديني يكشف حقيقة هذه الجهات التي لا تريد لمجتمعنا أن يتطور ويزدهر ويواكب العلم والتطور التكنولوجي، ويعانق النور.
ومن المؤسف أن من بدأ هذه الحملة وقادها أحد رجالات الافتاء والشيوخ الأقاضل، الذي ما زال يحرض على المسرح والسينما بحجة مشاركة الشباب من الجنسين في نشاطاته.
المسرح الفحماوي صرح ثقافي انتظره الجميع بفارغ الصبر، ليكون منبرًا ثقافيًا حضاريًا ومنارة تحمي شبابنا من الوقوع في براثن الجريمة، وتقيهم من التهاوي في عالم المخدرات، وتزرع في نفوسهم قيم التسامح والمحبة والعطاء والتضحيات والوفاء وروح الابداع، من خلال الانشطة والفعاليات الثقافية والعروض السينمائية والافلام الجادة والهادفة فضلًا عن بث مباريات كرة القدم العالمية.
ان أم الفحم التي عانت في السنوات الأخيرة من اعمال العنف، كانت بحاجة ماسة لمثل هذا المسرح، في خضم الاوضاع المأساوية، وفي ظل انتشار وتفاقم الجريمة والقتل والسرقات وتعاطي السموم، وغير ذلك من الظواهر السلبية المدمرة، التي أصابت المجتمع الفحماوي في الصميم، وأدت بالتالي الى التفكك الاجتماعي والأسري، وتحييده عن القضايا المصيرية، ومواجهة التحديات السلطوية والقوانين العنصرية وآخرها قانون القومية.
هذه القوى والأصوات تشد مجتمعنا الى الوراء والخلف، وتعيق عمليات التحول والتغيير لاجل بناء وتاسيس مجتمع حضاري قائم على التعددية الثقافية والفكرية والمجتمعية والحوار الحضاري البناء، مجتمع متسامح ومتراص ومتماسك ومعافى من الأمراض والأوبئة المتعددة.
وما تقوم به هذه القوى هو نوع من ضروب القمع والارهاب الفكري والاكراه وتكميم الأفواه. وعليه فأن أفضل رد على نعيق الغربان هو الحفاظ على المسرح والسينما، والمزيد من النشاطات والفعاليات الثقافية والفنية والمسرحية، وخيطوا بغير هالمسلة.
فنحن نسمع جعجعة ولا نرى طخنا. والقافلة دوما تسير الى الخلف .
بقلم/ شاكر فريد حسن