“مستر ترامب“ القضية الفلسطينية ليست مول أومركز تجاري قابل للمساومة

بقلم: ميلاد البصير

من الواضح ان المستشارين للرئيس الامريكي ترامب وهو نفسه لا يعرف من اي طينه معمول الشعب الفلسطيني وقيادته ، وفي نفس الوقت يعتقدون ان القضية الفلسطينية هي عبارة عن مول او مركز تجاري قابل للمساومة في اي لحظة من اللحظات.

و يعتقدون انهم بقرارهم في اغلاق سفارة فلسطين في واشنطن ان يركعوا الشعب الفلسطيني وقيادته ، انهم لا يعرفون بل يجهلون ان الشعب الفلسطيني وقضيته وقيادته  مروا في أزمات عصيبة ومريرة من الناحية التكتيكية ولاستراتيجيه سياسيا وعسكريا ايضا، ولكنهم لم يركعون ولم يرفعون الراية البيضاء امام تلك الصعوبات والعقبات.

 هذا شعب الجبارين كما كان يقول الشهيد الراحل ابو عمار، شعب ثائر منذ قرن من الزمن ليحقق أسمى وأنبل قيم في التاريخ ، منذ قرن في خندق المواجهة من اجل الحرية والاستقلال ، من اجل اعاده حقوقه المشروعه التي تم اغتصابها بقوة السلاح وتواطؤ الكثير من الانظمة الرجعية العربية.

 منذ ١٠٠ عام ونحن وقيادتنا نتعرض لأبشع وأحقر المؤامرات الاقليمية والعالمية، بعد الفشل الذريع الذي تعرض له المحتل ومعه كل المتآمرين في القضاء على القضية الفلسطينية عسكريا ومرات عديدة بداية من حرب أيلول مرورا في اجتياح لبنان وحتى الحرب الحالية على مخيماتنا في لبنان وسوريا ، ولجوء ايضا الى التصفية الجسديه للكثير من القياده الفلسطينية لأنهم كانوا يظنون ، مخطئين ، انهم في اغتيال بعض الرموز يتم القضاء على القضية.

 قال بعض قادة الاحتلال ، مخطئين ، الكبار يموتون والصغار سوف ينسون فوجدوا في ان الصغار أشد تصميما وأراده من الكبار ، بعد فشلهم عسكريا وجسديا حاول الاحتلال وبمساعدته حلفاءه العلنيين والغير علنيين ان يتخلصوا من القضية الفلسطينيه سياسيا، فلنتذكر كامل ديفيد ولنتذكر فكرة روابط  القرى ولنتذكر بعض الطروحات السياسية.

كل هذه المحاولات كان نتاجها واحدا الفشل الذريع وخروج القضية الفلسطينية من هذه الأزمات اكثر قوة وتحديا وصلابة من قبل ، في كل تلك المحاولات استطاع الشعب الفلسطيني ليس فقط الصمود بل كان دوما صاحب المبادرة السياسية والعسكرية، وكان يفرض على الجميع وجوده وكان يخرج من هذه الأزمات اقوى وأصلب من قبل، فمن ينسى حصار المقاطعة والقيادة بداخلها والزعماء العرب مجتمعين في قمتهم  وابو عمار تحت القصف ، كانوا يفكرون ، مخطئين، ان القضية انتهت .

 هذا الشعب شعب التحديات ، هذا الشعب بموت واقف ولا يركع ، هذا الشعب ذات اراده فولاذية ، هذا الشعب الذي واجه ١٠٠ عام من التحديات والأزمات السياسية والعسكرية سيواجه حماقة وجهل الادارة الامريكية بكل صلابة وبكل عنفوان.

كما اعتاد ان يفعل في أوج الأزمات التي تعرض لها طيلة مسيرته النضالية ، من هذا المنطلق مطلوب الان من كل فلسطيني ومن كل فصيل، او حزب ان يدرك خطورة المواجهة وخطورة المرحلة التي تمر بها قضيتنا وقيادتنا وشعبنا ،لذلك الان لنترك كل الاختلافات السياسية والحزبية ولنلتف جميعا حول القيادة الفلسطينية لمنظمه التحرير الفلسطينيه كونها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطينيين في جميع أماكن تواجده .

 لنرسل رسالة واضحة الى مستر ترامب ومستشاريه ولبعض الانظمة الرجعية وللمحتل الغاصب لنقول لهم جميعا حتى او أغلقتم السفارة ولو وقفتم الدعم المادي عن مستشفيات القدس، وعن مدارس الانوروا ،لم ولن نتنازل عن حقوقنا المشروعة في تقرير المصير وأقامه دولتنا الفسطينية على ترابنا الوطني حسب القانون والشرعية الدولية.

 لنقول لهم انه لم ولن بكون اي بديل عن الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني حتى لو بنيتم مطارات بدل مطار او وعشرات الموانئ بدل من ميناء واحد، فنحن الفلسطينيين في جميع بقاع الارض نعلنها وبوضوح وقوفنا ودعمنا لرئيسنا ابو مازن ولجميع القياده الفلسطينية ممثله في اللجنة التنفيذيه لمنظمه التحرير وكل المؤسسات الوطنيه المنبثقة عنها.

بقلم/ د. ميلاد بصير