لم يطل القمر في تلك الليلة بسبب كثافة دخان القصف المجنون من طائرات مجهولة على بلدة اختبأ فيها المسلحون المرتزقة، فخافت امرأة في مقتبل عمرها من شدة القصف، فقررت في تلك الأثناء الهرب من بيتها، وسارت تحت القصف، ومن اشتعال نيران القصف كانت العتمة حمراء، بينما راحت هي تركض صوب جبال بعيدة، لكي تحتمي من قصف مجنون طال قريتها..
سارتْ حافية القدمين، وارتعبتْ من دوي القصف من قذائف دكّت القرية، لكن المرأة تعبت من السير، واستراحت تحت شجرة صنوبر قديمة، وراحت تراقب قريتها من بعيد، وبعد عدة ساعات صمت القصف، لكن النيرات ظلت تضيء سماء القرية، وبدت العتمة حمراء..
وفي الصباح رأت أناسا يعودون إلى القرية، وسألتهم هل انتهى كل شيء؟ فردوا عليها بلى، لقد فرّوا المسلحون من القرية، فعادت معهم، وحين وصلت بيتها شكرتْ الله على بقاء بيتها دون أية أضرار، وراحت تسمع المذياع، وسمعت خبرا بأن البلدة باتت آمنة، ففرحت من سماعها الخبر، وراحت ترتب بيتها بكل هدوء .. وقالت: العتمة الحمراء كانت مخيفة..
بقلم/ عطا الله شاهين