قرار واشنطن حول إغلاق مكتب م.ت.ف في واشنطن بمبررات تصدر عن دولة توصف بأنها عظمى وراعية للسلم العالمي وحقوق الإنسان زوراً وبهتاناً ، فيه إيماءة لانحياز كامل للعدو الصهيوني والتغطية على أفعاله المشينة التي فيها تحدٍ استفزازي للإرادة الدولية ومخالفات وجرائم بحق الإنسانية ، أرى أنه بقرارها إغلاق البعثة الفلسطينية هناك رغم قساوته يحرر منظمة التحرير الفلسطينية من التزاماتها مع واشنطن ويسحب البساط من تحت أقدامها كوسيط في العملية السلمية لمداهنتها للاحتلال ووقوفها في صفه في سبيل تصفية القضية الفلسطينية.. فتقارب منظمة التحرير منها وتفردها على المستوى الدولي بالملف الفلسطيني مكن العدو الصهيوني من ابتلاع الأرض الفلسطينية وتحويل مفاوضات الحل النهائي لعبثية لا طائل من ورائها ، وأتوقع غداً ولا تستهجنوا أن تتخذ رئاستها الترامبية وفريقها في تسيير شؤون القضايا الحساسة ومنها القضية الفلسطينية قرارات استفزازية يعود وبالها خطراً على السلم العالمي ، فقد يصدر عنهم ما يستهجنه العالم لسخفها وسذاجتها ، فلم يعد من المستبعد أن تسمع غداً سحب اعترافها بالمحكمة الجنائية الدولية أو حتى هيئة الامم المتحدة ومجلس أمنها صاحبة العز الأمريكي ، حماية للتغول الصهيوني ضد الفلسطينيين واستمراره بممارسة إرهاب الدولة المنظم برعاية أمريكية ، ، فلا ضير عندها ذلك ، ما دام أنه في خدمة تفوق العدو الصهيوني وتمكينه من تهويد الأرض الفلسطينية .. لكن لي كلمة أن فلسطين ستنتصر رغم تحجر الموقف العربي والإسلامي وضبابيته وستهزم امريكا واليمين الصهيوني المتطرف وسينتهي عصر التغول الصهيو أمريكي للتفرد في قيادة العالم نحو الهاوية.
* عبدالحميد الهمشري