الحوار البناء وأمانة القلم الى اين

بقلم: سليم شراب

القلم أمانة وهو كأدوات البناء إن كان صادقا وهو كأدوات الهدم إن كان حامله من مثيري الفتن!!
القلم كالسيف إما أن يكون ناصرا للحق وأصحابه أو يكون ظالما جائرا ضد العزل!!
القلم مسؤولية وأداة تغيير نحو الأفضل إن كان حبره صافي كـ نية من سخره لخدمة دينه ووطنه..
القلم هو الشاهد على الكتاب وما يسطرون..إما أن يعز الكاتب ويرفعه.. أو يطيح بالكاتب ويحقره..
نجد اليوم أن هناك الكثير من الأفراد يخوضون في أعراض الناس لينتهكوا خصوصياتهم في مواقع التواصل الاجتماعي بحجة حرية الرأي والتعبير دون الالتفات إلى الجريمة التي يمكن لها أن تقع من وراء هذا السلوك المنفلت، فكل فرد منا يستطيع تشويه صورة أي شخص يختلف معه في الرأي والفكر والعقيدة لكن تلك ليست بمهارة أو "شطارة"، وإنما تعتبر تعدياً على خصوصيات الآخرين وتجاوز لكل القيم الإنسانية النبيلة، ولهذا يجب التفريق بين حرية التعبير وبين سوء التربية.
في ظل الظروف الراهنة الصعبة التي تعيشها المنطقة، يجب على الجميع التكاتف من أجل قطع الطريق على كل المتصيدين في الماء العكر، والحذر من الانجرار خلف مواقع التواصل الاجتماعي التي لا هم اليوم لها سوى بث الفرقة والخلافات الفئوية الضيقة، وإشاعة الفتنة بشكل منظم، وأن نكون أكثر يقظة في كشف كل جهة تريد إشعال الفتن بين أبناء الوطن الواحد، فبعض القنوات الإعلامية تحاول قدر المستطاع تكبير التافه وتصغير الأهم في واقعنا المعاش، ومع الأسف الشديد فإن الكثير منا بدؤوا ينجرفون خلف الشائعات والأخبار المغلوطة في زحمة مواقع التواصل الاجتماعي دون التدقيق في صحة المعلومات التي تردهم كل دقيقة، وهم بذلك يساهمون في صياغة واقع مغلوط مليء بالأوهام والخرافات والأكاذيب. إن أخطر ما في هذا الشأن هو أن تكون هناك انعكاسات عملية لهذا الحراك الإعلامي المجتمعي بحيث يتحرك وعي المجتمع أو ينطلق من خلال أخبار غير صحيحة ومن منصات إعلامية تعتمد على الكذب والتدليس ليصلوا بعد ذلك لمرحلة التفاعل مع الواقع بشكل مدمر حتى يصلوا لنقطة «الدم».
من هذا المنطلق يجب على المواطن في الضفة وغزه أن يقوم «بفلترة» كل ما يرد إليه من معلومات أو أخبار عبر «السوشيال ميديا» وألا ينساق خلف كل ما يصله من أخبار، والأهم من كل ذلك ألا يساهم في تأجيج الأوضاع المجتمعية والسياسية والاقتصادية من خلال التفاعل الكاذب مع وسائل التواصل الاجتماعي، ليقوم هو الآخر بنشر الفوضى بين الناس من خلال تلكم المواقع بحجة إبداء الرأي وحرية التعبير، مما يساهم في تعقيد المشهد الذي لا يحتمل المزايدات أصلاً. فرفقاً بأنفسكم ومجتمعاتكم التي تعيشون فيها، فمن يقوم بتخريب بيته وتشويه سمعة قاطنيه فإنه لن يستطيع العيش فيه بعد ذلك.
النقاش الجميل هو الذي يشمل العقلانية مع الجرأة بأسلوب الشد والرد والكر والفر الفكري والذي يثري المتابعين بدلا من أن ينفرهم واللبيب بالإشارة يفهم!!
النفس الطويل سمة قليلة بين المتحاورين العرب والمتناقشين والبرامج الحوارية خير شاهد على الصياح والنياح!!
الحوار له آداب والنقاش له أساليب والذكي هو من يقدر خصمه الفكري ليرد عليه أو يهمشه ويتركه حائرا بين وهم الانتصار ووهم التهميش!!
قد أكتب شيئا لا يروق لمتلقي (ما) وبكل تأكيد سأقبل النقاش معه بهدوء وأدب وواقعية..
أما أن يهاجم بقناعة وشعارات حزبيه وتنظيمية التي انطلت على الكثيرين فلن أرد ولن أناقش!!
البعض يريد الآخرين على كيفه وعلى مزاجه وعلى فكره وهذا خطأ خاصة في الأمور العامة التي تهم الجميع وحق مشروع للجميع وهؤلاء يحتاجون آخر العلاج (الكي) على (أفاهم)!!
يا مندفع: للنقاش طرق وللطرح طرق وللتروي طرق فلا ترمي بكل ما لديك واترك لك خط رجعة كي لا تكون في تلك الزاوية وحيدا!!
نختلف نعم.. لا نقبل آراء بعضنا البعض (حق) للجميع..
ولكن ليس من حقنا الهجوم والإقصاء وتجييش الكلمات نحو الآخر وتحصين الدروع لعدم ردها أو لعدم استقبال الرأي!!
(زبدة) الكلام أو الحروف التي سبقت الزبدة أن الفقير لله (أنا) مع النقاش الهادئ لأني سئمت من المناقشات التي تكون نتيجتها (فاي) !!

سليم على شراب