مرّ ربع قرن على اتفاقية المبادئ، التي عرفت باتفاقية أوسلو، واستبشر الفلسطينيون حينها خيرا لحلّ قضيتهم، لكن بعد مرور عقدين ونصف على هذه الاتفاقية لم تحلّ القضية الفلسطينية بعد، وتعثرت عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وتضاعف الاستيطان في الأراضي الفلسطينية بشكل مخيف، واخترقت إسرائيل هذه الاتفاقية حين اقتحمت قوات الاحتلال المدن الفلسطينية إبان انتفاضة الأقصى في عام 2000
لكن الفلسطينيين ظلوا ملتزمين ببنود اتفاقية أوسلو، غير أن إسرائيل وأثناء انتفاضة الأقصى باشرت بسلب الأراضي لإقامة جدار الفصل، وحاصرت الرئيس ياسر عرفات في المقاطعة لرفضه التنازل عن الثوابت الفلسطينية في محادثات كامب ديفيد، وكثفت إسرائيل خلال ربع قرن من بناء المستوطنات على جبال الضفة الغربية، وكثرت حواجز الاحتلال في طرقات الضفة الغربية، وتعرض قطاع غزة هلال هذه الفترة إلى أربعة حروب، ودمرت مؤسسات السلطة، وظلت اعتداءات الاحتلال بحق الفلسطينيين مستمرة حتى أن الاعتداءات طالت المقدسات في مدينة القدس.
فبعد مرور ربع قرن على توقيع اتفاقية أوسلو بات يطرح سؤال القضية الفلسطينية إلى أين في ظل محاولة الولايات المتحدة تمرير صفقة القرن، والتي يرفضها الفلسطينيون، لأنها تعد إجحافا بحقوق الفلسطينيين ومنحازة للاحتلال، فالفلسطينيون لا يريدون التنازل عن ثوابتهم الوطنية، ولهذا فالصفقة التي تروج لها الإدارة الأمريكية مرفوضة من قبل الفلسطينيين، الذين يريدون دولة على حدود 67 وعاصمتها القدس الشرقية.
بقلم/ عطا الله شاهين