أمس، ألقيت ٣ زجاجات حارقة " مولوتوف " باتجاه سينماتك ومسرح أم الفحم بالمزكز الجماهيري، أثناء العرض الفني الغنائي لفرقة سراج الراموية الجليلية.
وهذا الحادث المستكر والمدان هو مؤشر خطير ، وضرب من ضروب العنف والبلطجية والارهاب والقمع الفكري وكم الأفواه، وتجسيد للفكر والممارسة للقوى الرجعية والاصولية السلفية المعادية للفكر الحر المتنور، وللثقافة والابداع الأصيل الحقيقي.
ويجيء هذا الاعتداء كنتاج لموجة الشحن والتحريض التي رافقت الترويح لهذا العرض الفني، ويتحمل المسؤولية عنه كل المحرضين وأبواقهم.
انه استمرار لممارسات ومسلكيات سابقة، فالايدي التي تقف وراء هذا العنل هي الايدي الغاشمة نفسها التي اعتدت في الماضي على نادي الحزب الشيوعي في ام الفحم.
ومن نافلة القول، انه اعتداء صريح وواضح على القواني والاعراف والتقاليد والاخلاق الفحماوية، وعلى حرية الرأي والفكر والتفكير والمعتقد.
انتا نحذر من عواقب وآثار هذا الاعتداء الجبان الآثم، الذي يعبر عن عقلية رجعية متخلفة ومريضة تمارس الاقصاء والوصاية،
وتحاول فرض آرائها ومعتقداتها بالقوة.
فالاعتداء محاولة فاشلة لمصادرة الحريات العامة والخاصة، ويغرق البلد الفحماوي في تناقضات وصراعات تناحرية ودموية لا تحمد عقباها.
أن تكفير كل ما يمارس الفكر وينشر الوعي التنويري، ويكون " التكفير " هو عقاب " التفكير " لأمر مخجل في أي مجتمع وفي أي لحظة تاريخية.
الواجب والمسؤولية يتطلبان استنكار وادانة حادثة الاعتداء البريرية ورفض كل أشكال البلطجية والعنف، ولتسد ثقافة التسامح واحترام وقبول الرأي الآخر ، وروح التعددية الفكرية والثقافية، ولنقف وقفة رجل واحد بوجه الارهاب والقمع ، ولنهب جميعًا دفاعًا عن المستقبل الذي يتهدده خطر " الانغلاق " و " التكفير ".
ولينتصر صوت العقل على العنف المجتمعي، وعلى التخلف والفكر الرجعي المتشدد المتعصب المنغلق، المعادي للنهضة والحداثة والتجديد وللمرأة .
ولنطلقها بصوت واحد : تعم لحرية الفكر والتفكير، ولا للارهاب والاقصاء.
بقلم/ شاكر فريد حسن
