التجاهل المرفوض ...والتاريخ المعروف .

بقلم: وفيق زنداح

لا نريد أن نخسر أحد .....ولا نريد لأي حركة أو فصيل سياسي أن يعيش الغرور والتجاهل والحديث خارج التاريخ والسياق الوطني المعروف .
التجاهل الي حد اضاعة ما تبقي من أرصدة تاريخية لمحطات كفاحية .... ومسيرة عمل وطني لا زالت سائرة على درب تحقيق الحرية والاستقلال بفعل نضال شعب الجبارين شعب ياسر عرفات وأحمد ياسين والشقاقي وأبو على مصطفي وعمر القاسم وكافة القادة من الشهداء المناضلين والمجاهدين على درب الحرية والاستقلال .
بداية كان لابد منها في اطار سرد تاريخي نحاول من خلاله أن نذكر ان نفعت الذكري..... أن النضال الفلسطيني منذ عقود طويلة كانت بدايته الاولي مع انطلاقة الثورة الفلسطينية بالاول من يناير 65 وما سبق هذا التاريخ من نضال شعبي فلسطيني ....وما تلا تاريخ انطلاقة الثورة من محطات نضالية وكفاحية سنتحدث عن أبرزها بالتاريخ الوطني معركة الكرامة بالعام 68) والتي أثبت فيها المقاتل الفلسطيني والعربي الاردني مدي قدرته على النصر واستعادة الكرامة .
محطة اخري حرب الليطاني بالعام 78 والتي قامت بها قوات الاحتلال الاسرائيلي ضد قوات الثورة الفلسطينية في لبنان .
المحطة الثالثة حرب لبنان 82 والاجتياح الاسرائيلي لبيروت وخروج قيادة الثورة الفلسطينية الي تونس وسوريا واليمن والسودان بعد حرب استمرت 89 يوما .
محطات نضالية وكفاحية تخللها مجموعات فدائية في القطاع والضفة الغربية لأسماء معروفة استشهد منها من استشهد وأسر منها من أسر .
هذه الثورة الفلسطينية التي شكلت أنبل ظاهرة عرفها التاريخ المعاصر والتي قال فيها الزعيم الراحل جمال عبد الناصر انها ثورة وجدت لتبقي ورد الزعيم الراحل ياسر عرفات ولتنتصر .
هذه الثورة الفلسطينية التي شكلت ظاهرة نضالية وكفاحية لشعب أمن بوطنه وقضيته....... ولأمه عربية اعتبرت قضية فلسطين قضيتها الاولي .
لم تبخل الثورة الفلسطينية بتقديم يد المعونة والمساندة لحركات وأحزاب سياسية عربية واسلامية ....ومنها على سبيل المثال وليس الحصر حركة امل اللبنانية وحزب الله اللبناني والحزب الاشتراكي الديمقراطي وحركة الناصريين والحزب الشيوعي اللبناني جميعهم وغيرهم من قدمت الثورة الفلسطينية لهم يد المساعدة..... والتاريخ لا يزيف ولا يتم شطب بعض فقراته المضيئة..... عندما قامت الثورة الفلسطينية بدعم الثورة الايرانية .
هذا تاريخ طويل وحافل يحتاج الي الاف الصفحات عندما نتحدث عن تاريخ الثورة ومواقفها ونضالها وحتى تأسيس السلطة الوطنية الفلسطينية ..... والتي تم استهدافها بفعل الة العدوان الاسرائيلي في محاولة اسرائيلية لارباك السلطة ..... وجعلها بحالة قصور عن أداء مهامها اتجاه شعبها .
تاريخ منظمة التحرير الفلسطينية والذي يجسد تاريخ الثورة الفلسطينية وتاريخ الحركات والجبهات والاحزاب الفلسطينية لا يحتاج الي تأكيد ....كما أنه لا يحتاج الي اعادة تنشيط الذاكرة للأجيال التي تدرك وتعرف تاريخها ومواقف فصائلها وحركاتها ......والتي تجعل من امكانية التجاهل مسألة عبثية .... ترتد على من يحاول أو يتوهم من امكانية تجاوز التاريخ والتلاعب بالحقائق ..... او حتى محاولة شطب فقرات مضيئة من مسيرة كفاح طويل .....سقط فيها من الشهداء والجرحى عشرات الالاف وأسر عشرات الالاف .
سياسة التجاهل التاريخي لا تصح.... ولا تقبل ..... بل مرفوضة .... بحالتنا الفلسطينية فنحن نتواجد ولا نتجاهل احد .....بل نمد أيادينا لكافة الأيادي التي تعمل من أجل وحدة الوطن وحريته ....ومواجهة هذا المحتل الغاصب والمستوطن لأرضنا .
ما دفعني الي هذا السرد التاريخي بجزئيات بسيطة ..... لعدم الاطالة وحتى أختصر بالقول...... ما جاء بخطاب الاستاذ اسماعيل هنية والسيد خالد مشعل ....ومدي التقارب الواضح في مضمون الخطابين والمعتمدين على أسس واضحة بالنسبة لهم...... الا أن الخطابين قد شكلوا خيبة امل في ظل ما أعلن حول تعثر المصالحة .
وانا هنا سأختصر القول دون التطرق الي كافة ما جاء بالخطابين لأحدد النقاط التالية :
أولا : لا مخرج لحركة حماس وللأوضاع الكارثية للقطاع الا من خلال انهاء الانقسام وتحقيق المصالحة وأن الاعتماد على الزمن المفتوح وامكانية التقلبات والتغيرات مسألة فيها من الخطر أكثر من الصواب .
ثانيا : حركة حماس لا تمتلك ...ولا تستطيع ... ولن يكون مقبول لها بحكم عوامل داخلية واقليمية ودولية ان تشكل أي نظام سياسي بديل عن منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني والمعترف بها عربيا اقليميا اسلاميا دوليا .
ثالثا : حركة حماس جاءت كأحد المحطات النضالية للشعب الفلسطيني وليست بداية او نهاية لمسيرة النضال الوطني التحرري وعليه فانها قد أضافت ما اضافت..... برغم انها تحتاج كما غيرها الي مراجعات شاملة لمسيرتها وخطابها وفكرها السياسي .
بكل الأحوال فان الحالة الفلسطينية تحتاج الي الكثير من الوقفات التقييمية والمراجعات الشاملة ..... وأن لا نبقي نسير بحالة غير مخططة وغير معروفة الاتجاه .
الكاتب :/ وفيق زنداح