في برنامج على إحدى الفضائيات ، وخلال النقاش حول موضوع الانقسام الفلسطيني ، قال لي مقدم البرنامج :- " لقد زرت جناح فلسطين في معرض دمشق الدولي ، المحزن أن الجناح قد انتقلت إليه عدوى الانقسام ، بحيث المشاركين في هذا الجناح يأخذ ركناً لوحده ، وهذا شيء مفجع أن ترى هذا المشهد في جناحٍ زاره الآلاف ، ليرى بأم العين أن فلسطين لم توحد أبنائها " . كلامه كان دقيقاً ، وفي المقلب الآخر أنا كنت في غاية الحرج ، بحيث لم أجد من كلام أخفف من خلاله وطأة الإحراج الذي سببه لي مقدم ذاك البرنامج .
اليوم أتمنى ألاّ يكون ذاك الإعلامي الصديق من بين الإعلاميين الذين غطوا حفل بدء العمل في إزالة الركام من الشوارع الرئيسية في مخيم اليرموك ، لكي لا يرى مشهد الانقسام الفلسطيني في طريقة الاستحواز الفئوي الفصائلي المهيمن على طقوس الاحتفال المُحضر له سلفاً بالطريقة التي أرادها المنظمون له أن يجير في خدمة اتجاه وتوجه ضيق ، بعيداً عن روحية عمل لجنة المتابعة العليا للعمل الفلسطيني في القطر العربي السوري .
وإذا كان التمني في غير مكانه ، وشارك في تغطية الاحتفال ، علي أن أحتضر في مواجهة ما سيقوله لي بشأن ما خرج به من انطباع عن ذاك الاحتفال الذي أرادوه فئوياً بامتياز ، بدل أن يكون عرساً وطنياً في العمل على طريق عودة أهالي مخيم اليرموك إليه . ومن الآن استحضرت الأجوبة في ذهني لأقول له :- " أعترف أمامك وعبر فضائيتكم ، أنه وعلى الرغم من كل المصائب والمحن التي أصابتنا كفلسطينيين ... عذراً نحن لا نتعلم من تجاربنا ، بحيث لا زال البعض منا أسير التفرد والاستئثار وممارسة سياسة الهيمنة ، ولا يؤمن بالشراكة الوطنية في الساحة الفلسطينية .
رامز مصطفى
كاتب فلسطيني