مهنة القلم والتصوير المباح والمستباح للجميع

بقلم: آمنة الدبش

مقال يتناول عدة ظواهر انتشرت في مجال الصحافة والإعلام وخاصا في المجتمعات العربية

يشهد المشهد الاعلامي اليوم بالغ التركيب والتعقيد حيث يعاصر أسوأ حالاته على كافة الأصعدة
" فكل من هب ودب " أصبح صحفيا ومصورا ومحللا وناقدا بدون إلمام ومعرفة أساسيات المهنة.

بالسابق كانت لمهنة الصحافة قدسيتها واحترامها لذلك فأن لقب السلطة الرابعة لم يأت من فراغ
كان الصحفي يلعب دورا هاما بتوثيق الأخبار والإحداث وابراز أهم القضايا المجتمعية.
بات الأعلام القوة الناعمة في أيدي من يريدون لمواقفهم وأرائهم وسياساتهم ان تسود وتتماشى مع مصالح صناع القرار.

ما نراه اليوم مع الانفتاح الاعلامي وزيادة مواقع الاخبار الالكترونية أصبحت كارثة بكل المقاييس كيف يعقل إن يصبح الإعلام مجالا للمتسلقين والانتهازيين الذين يبعدون كل البعد عن هذا المجال ، تحولت مهنة الصحفي الى وسيلة لكسب المال وأداة للصراع ، ابتعدت عن وظائفها ومسئولياتها الأخلاقية والاجتماعية.

بدأت ظاهرة فن التصوير وانتشار الهواتف الذكية المزودة بكاميرات ذات جودة عالية تأخذ طابعا عشوائيا في الشوارع بين أوساط الشباب والفتيات وشكلت هوسا لدى الكثيرين، هوس التصوير يجعلهم لا يتركون "شاردة ولا واردة " إلا يتم تصورها وعرضها عبر صفحاتهم الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي وهذا الهوس يرجع الى الفراغ وغياب الوعي والمباهأه والمفاخرة وتشجيع المجتمع لهم حتي صار يعرف الشخص نفسه بعدد متابعية على تلك المواقع وليس بمؤهلاته العلمية.

ولو نظرنا باتجاه أخر الى البرامج المنعدمة المستوى لتلاحظوا بعض المقدمين ينتحلون صفة الاعلامي المتميز ممن لا علاقة لهم بالاعلام.

ان الخلل الحقيقي الموجود في الفهم الحديث للإعلام حيث يعتبره البعض مجرد نقرة زر على جهاز الحاسوب للحصول على المعلومات والصور بدون ادني مجهود يذكر لا يفرق الأغلبية بين التخدير الثقافي والتغييب الإعلامي.

مصيبتنا ليست في القنوات ووسائل الإعلام المصيبة فينا نحن الذين جعلنا من هذه الشريحة إعلاميين ومشاهير.
ومع رغم فعالية شبكات التواصل الاجتماعي في نقل الاحداث بشكل أني الا انها في المقابل بيئة خصبة
لنمو الاكاذيب والشائعات وتلعب في محور القضايا المتعلقة بالقضايا الانسانية والعرقية والدينية .

تقول وكالة فرانس برس" ان المعلومات الكاذبة تثير في اغلب الأحيان اهتماما اكبر من الإخبار الصحيحة
لذلك تنتشر بشكل أوسع".

الإعلام مهنة من لا مهنة له ظاهرة جعلت الإعلام مرتبط بدخول الرأسماليين إلي السياسة حتى جعلت من وسائل الإعلام القدرة على جعل الأبرياء مذنبين وجعل المذنبين أبرياء وهذه هي القوة لأنها تتحكم في عقول الجماهير وجعل مواقع التواصل الاجتماعي أداة تحرك من وراء الستار من دون إدراك أو تحليل منطقي والانجراف وراء الإخبار والصور المتناقلة من دون البحث عن مصدرها الحقيقي وخلق عدة أزمات " أزمة رقابة، أزمة موضوعات، أزمة مصطلحات " مما جعله إعلاما ناقصا .. زائفا.. مقصرا..

لهذا انتشرت مصطلحات حديثة النشأة كان الاعلام يبحث عن طريقة لتوصيفها ووجد اقرب شئ وهو مصطلح أضيف في المجال الإعلامي وهو " الناشط الإعلامي، الناشط السياسي، صحافة المواطن، صحافة الجوال"

تسميات حديثة في المشهد الإعلامي والصحفي على المستوى الدولي والعربي وظهرت نتيجة لتداخل موجات من الظروف والعوامل منها ما هو متعلق بالتصوير التكنولوجي الهائل في مجال الاتصال ومنها ما يرتبط بالرغبات الفردية والجماعية في التعبير عن الذات والمشاركة.

من اجل مجابهة تلك الظواهر لا بد من اتخاذ إجراءات صارمة ضد مروجي الإخبار والمعلومات والصور الكاذبة التي من شانها الإضرار بمصالح الوطن والمجتمع. ووقفة يشارك فيها الجميع لتصويب المسار الإعلامي ورسم خريطة طريق جديدة تدافع عن الحق ودور الإعلام المقدس وإعادة الهيبة لما كان يسمى السلطة الرابعة وتنقية العمل الإعلامي من الشوائب التي لحقت به.

بقلم / آمنة الدبش