الاعلام العبري ... والحرب النفسية !!!!

بقلم: وفيق زنداح

يستمر الاعلام الاسرائيلي بتنفيذ مخططاته في اطار حرب نفسية مستمرة ومتصاعدة ... ووفق مخططات مدروسة بمختبرات البحث والتحليل ...والتي تستهدف تنفيذ اهداف اسرائيل دون ان تتنازل وتلبي الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني وحقه بأرضه واستقلاله الوطني .. وفي ذات الوقت دون توفير فرصة حرب يمكن ان تفتح على اسرائيل غضب دولي وملفات جنائية جديدة لجرائم يمكن ان ترتكب بحق الفلسطينيين ... أي ان اسرائيل تعمل وفق سيناريو ابقاء الحال على ما هو عليه ... وجعل الاوضاع تتأكل من داخلها وجعلنا بمواجهة بعضنا البعض ... واسرائيل تشاهدنا وتغذي الخلافات بيننا .
ما يجري التهام المزيد من اراضي الضفة الغربية بحكم سياسة استيطانية عنصرية ومحاصرة المدن والقرى بأحزمة استيطانية وطرق التفافية ووضع السكان بكانتونات في ظل تهويد وتدنيس المقدسات ... وبالمقابل فتح المجال للتحرك والسفر والعمل داخل الخط الاخضر أي ان السياسة الاسرائيلية بالضفة الغربية تعمل وفق الية نهب المزيد من الاراضي في ظل المحاصرة بأحزمة استيطانية وزيادة عدد ورقعة المستوطنات والمستوطنين .
وفي الجنوب الابقاء على غزة محاصرة وبداخلها عوامل اليأس والتاكل والانهيار المجتمعي الاقتصادي والانساني ... وخلق حالة من التباعد والخلاف ما بين القوى السياسية والمجتمعية في ظل انقسام اسود لم يبقي وهو يأكل الاخضر والاصفر وحتى اليابس والبحر الذي اصبح ملوثا وعارقا بالمياه العادمة ... في ظل انسان لا يعمل ويمرض ويجوع .
حالة مأساوية كل شئ فيها مخيف وقاتل ومحبط ... ويغذى باعلام اسرائيلي يظهر برواياته وتحليلاته عدم الثقة والابقاء على حالة الشكوك ما بين القوى الفلسطينية .
الاعلام العبري وعبر تحليلاته يحاول ان يجعل من الحرب اقرب من التهدئة ... ويحاول ان يوصل رسالة ان الرئيس يمنع التهدئة ... كما يمنع المصالحة ... وان الرئيس يحاول بعقوباته واجراءاته ان يزيد الاوضاع توترا ... الكل ضد الرئيس من خلال اعلام عبري ومحللين وكتاب اسرائيليين ... ومن خلال ساسة بالحكومة اليمينية .... ولا يتوقف الامر عند ذلك بل هجوم من قبل قوى معارضة فلسطينية على ارضية الخلاف والانقسام وتحاول الصاق الاتهامات برأس الشرعية .... ومن سيقوم بمخاطبة العالم عبر اعلى منبر دولي ومن يتواجد بالعاصفة الفرنسية باريس .
الاعلام العبري لا يعمل وفق سياسة التخبط والتضارب ... ولكنه يعمل بسياسة مدروسة ومخططة ..... ويحاول اثارة الفتن وتعزيز بذور الخلاف .... حتى لا نكون على قلب رجل واحد وحتى لا يشاهدنا العالم بأننا ملتفين حول راس الشرعية الفلسطينية .... وأن ما يجري من لقاءات وما سيتم من خلال خطاب الرئيس امام الامم المتحدة وكأنه تعبير عن موقف شخصي ولا يعبر عن ارادة شعب يتطلع الى حريته واستقلاله ... وهذا على عكس الحقيقة بالمطلق ... فالرئيس محمود عباس رأس الشرعية ويمثل شعبنا من خلال منظمة التحرير الفلسطينية ممثلنا الشرعي والوحيد ومن خلال السلطة الوطنية الفلسطينية وكل ما يقال عكس ذلك مجرد اقاويل واوهام وخيالات تخرج من اصحابها وتعبر عن رأي شخصي وليس موقف وطني .
نحن والبعض منا يشارك الاعلام العبري في سياسة الاحباط وزرع بذور الخلاف وتسويد الصورة الى الدرجة التي نأكل فيها بعضنا البعض .... وهذا ليس من السياسة والحكمة ... كما انه ليس من الوطنية الحقة ومتطلباتها .
يجب ان نضع تصريحاتنا موضع التقييم والتحليل .... وان لا نجعل من كل منا ان يصرح بما شاء ووقتما شاء واينما شاء ... لان الاخطاء بالتصريحات تشكل خطايا وطنية ... وتنساق مع اعلام عبري يعمل وفق حرب نفسية .... لاجهاض كل مقومات صمودنا وجعلنا بحالة من اليأس والاحباط وعدم القدرة على ايصال خطابنا ورسالتنا الفلسطينية .
بصورة دائمة علينا ان نحكم لغة العقل والمنطق ومن منطلق وطني بعيدا عن الفئوية والحزبية والمصالح الضيقة .... لاننا اذا ما تابعنا ما يقال من تصريحات سنجد انها لا تختلف الا بمن قالها ما بين عربي وعبري ... وهذه مصيبة الزمن والعصر .... وما يمكن ان تؤديه من نتائج كارثية مدمرة للوطنية الفلسطينية وهذا لن يكون مقبولا بالمطلق .
الكاتب : وفيق زنداح